دعوات للتحقيق في استخدام “توجيه حنبعل” من قبل الجيش الإسرائيلي

شهدت الصحف الإسرائيلية في الآونة الأخيرة التغطية المكثفة لحادثة قصف دبابة إسرائيلية في مستوطنة “بئيري” في 9 يناير 2024، حيث أدت هذه الحادثة إلى مقتل عدد من الرهائن الإسرائيليين. وفي هذا السياق، دعت صحيفة هآرتس إلى إجراء تحقيق في ملابسات الحادث، مشيرة إلى أن الجنود قد يكونوا قد طبقوا توجيه “حنبعل”.

وفي تقرير آخر، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت في 11 يناير 2024 أن قيادة الجيش الإسرائيلي أصدرت أوامر لجميع الوحدات في يوم الهجوم الذي شنته حماس، باستخدام آلية “توجيه حنبعل”. وقد سقط خلال هذا الهجوم، طيارو سلاح الجو الإسرائيلي جميع السيارات التي حاولت الدخول إلى غزة من إسرائيل، حتى في الحالات التي كان بها رهائن.

كما تم تداول مقطع فيديو أظهر مروحيات أباتشي وهي تهاجم المشاركين في حفل موسيقي، مما أثار تساؤلات حول دقة استهدافات القوات الإسرائيلية. ونقلت صحيفة هآرتس تفسيرات بعض المسؤولين العسكريين، بما في ذلك عقيد يدعى نوف إيرز، الذي أشار إلى أن القوات هجمت على المدنيين وفقاً لعقيدة “حنبعل”، ووصف الوضع بأنه “حنبعل ضخم”.

تتوافق التقارير الإعلامية مع تقارير محلية أخرى حول الأضرار المالية والجسدية الناتجة عن قذائف الدبابات وقذائف “هيلفاير”، والتي تعتبر نموذجية لطائرات أباتشي، وهو ما يتكرر في الأوضاع المأساوية في غزة. وقد قارن الصحفي الأمريكي ماكس بلومنتال الأضرار الناتجة بحرب العراق، حيث اعترف الجيش الأمريكي بتسبب صواريخ “هيلفاير” في الإصابات.

ما هو توجيه “حنبعل”؟

توجيه “حنبعل” هو قاعدة عملية وضعها الجيش الإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي، بعدما تعرض عدد من الجنود للاختطاف. ولم يتم تحويل هذه التعليمات إلى أمر مكتوب إلا في عام 1986 بعد أحداث أخرى متعلقة بالخطف. رغم أنها قد تم استبدالها عام 2016 بأوامر جديدة.

وفي ملخص لتعريف “حنبعل” الذي نشرته هآرتس عام 2003، يُفهم أنه يتضمن استخدام القوة العسكرية القصوى، والتي تمتد إلى استهداف السكان المدنيين إذا استوجب الأمر، وذلك لحماية الإسرائيليين من الوقوع في قبضة العدو.

تاريخ اسم “حنبعل”

يقول اللواء المتقاعد ياكوف أميدرور إن اختيار اسم “حنبعل” قد تم بشكل عشوائي عبر برنامج حاسوبي. والجدير بالذكر أن حنبعل، القائد القرطاجي الشهير، اختار إنهاء حياته بدلاً من الوقوع في قبضة الرومان، مما يعطي دلالة على استخدام القوة المتطرفة بوصفه خيارًا لتحاشي الاستسلام.

يمثل “توجيه حنبعل” بداية السياسة الإسرائيلية المفرطة في استخدام القوة، سواء في غزة أو لبنان، مما يثير تساؤلات حول المعايير المزدوجة فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمات الإنسانية في هذه المناطق.

المصدر RT