في خطوة مثيرة للجدل، دعا المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إلى ضرورة التركيز على إنهاء الصراع في غزة بدلاً من التفكير في حظر الوكالة أو البحث عن بدائل لها. وأعرب عن أسفه لغياب محور الأطفال وتعليمهم في النقاشات المتعلقة بالأونروا، حيث قال “لماذا لا يتم ذكر الأطفال وتعليمهم عندما يناقش الخبراء أو الساسة حظر الأونروا أو استبدالها؟”
وأشار لازاريني إلى أن الأونروا، حتى أكتوبر 2023، وفرت التعليم لأكثر من 300,000 طفل فلسطيني في قطاع غزة، مما يشكل نصف عدد أطفال المدارس في المنطقة. ولفت إلى أن هؤلاء الأطفال يواجهون عاماً ثانياً من فقدان التعليم بسبب الأوضاع الراهنة.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن نحو 50,000 طفل في الضفة الغربية يرتادون مدارس الأونروا، مؤكدًا أن الوكالة هي الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي تقدم التعليم بشكل مباشر. وذكر أن “مدارسنا تمثل نظام التعليم الوحيد في المنطقة الذي يتضمن برامج لحقوق الإنسان ويتبع معايير الأمم المتحدة.”
وحذر المسؤول الأممي من أن تفكيك الأونروا في غياب بديل فعال سيحرم الأطفال الفلسطينيين من فرص التعلم في المستقبل المنظور. وأكد أنه “بدون التعليم، يمكن أن ينزلق الأطفال إلى اليأس والفقر والتطرف، مما يجعلهم عرضة للاستغلال والانضمام إلى الجماعات المسلحة، وبالتالي تبقى المنطقة غير مستقرة.”
وشدد لازاريني على أن إنهاء الصراع في غزة هو السبيل الوحيد لضمان عودة مئات آلاف الأطفال الذين يعيشون حالياً تحت الأنقاض إلى التعليم. واختتم بالقول “حان الوقت لإعطاء الأولوية للأطفال ومستقبلهم”.
هذا، وكانت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي قد وافقت، في وقت سابق، على مشروع قانون يقضي بإلغاء اتفاق العام 1967 المتعلق بأنشطة الأونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يمنع الحكومة الإسرائيلية من إجراء أي اتصال مع الوكالة.
وتأتي هذه التطورات في ظل مزاعم ضد الأونروا، وهي أمور ترفضها الوكالة بشدة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع التعليمية والإنسانية لأطفال فلسطين.
المصدر RT