في حديث أدلى به لوكالة “نوفوستي” الروسية، أعرب الخبير لونكين عن قلقه إزاء غياب الوازع الديني لدى المرشحين هاريس وترامب، مما يجعل الناخبين الأمريكيين يضطرون للاختيار بين مجموعة من الأفكار السياسية لتحديد المرشح المناسب من وجهة نظرهم.
وأوضح لونكين أن “الدين يلعب دوراً مهماً تقليدياً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يسعى الكثير من الأمريكيين إلى رئيس مؤمن ويتناسب مع قيمهم. وفي هذا السياق، ينتهي الإجماع في المجتمع الأمريكي، إذ تتعقد الصورة لعدم وجود مرشح مثالي.”
وأضاف أن “الغالبية العظمى من الأمريكيين غير مقتنعين بإيمان المرشحين الرئاسيين. فترامب غير انتماءه المذهبي عدة مرات، بينما تجمع هاريس بين الطقوس الدينية الرسمية والممارسات السحرية. وفي هذه الظروف، يُضطر الناخبون الأمريكيون لقبول الخيارات التي يقدمها كل من هاريس وترامب، في حين أنه ليس من الضروري في الحياة الاختيار بين شرين.”
وتناول لونكين أيضاً الدعم الديني للمرشحين، موضحًا أن “التوجهات المختلفة في استطلاعات الرأي تشير إلى أن البروتستانت والكاثوليك البيض يميلون لدعم ترامب والجمهوريين، في حين أن أعضاء الطوائف الأخرى، بمن فيهم الملحدون واللادينيون، يميلون لدعم الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.”
ومع ذلك، أكد الخبير أن نمط الدعم الديني قد بدأ يتراجع منذ فترة طويلة، رغم أنه لا يبدو أن هناك انقساماً عميقاً بين الأمريكيين قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات.
وأوضح أن “استطلاعات مركز ‘بيو’ للأبحاث تظهر أن نسبة المسيحيين في تراجع مستمر، حيث بلغت نسبتها 64% في عام 2020، ومن المتوقع أن تقل عن النصف خلال العقود المقبلة.”
وأشار إلى أن “الإنجيليين المحافظين يتمسكون بمواقفهم التقليدية بشأن مواضيع مثل الإجهاض والسياسة الجنسية، بينما الكاثوليك منقسمون إلى ليبراليين ومحافظين. على سبيل المثال، الكاثوليك ذوو الأصول اللاتينية يتمتعون بأكثر آراء تقليدية، حيث أن أكثر من ثلثهم يدعمون ترامب.”
ورغم تأثير الكنيسة على اختيار المرشحين، فإن ذلك ليس بنفس القدر كما كان قبل 50 عاماً. وأوضح الخبير أن هناك انقسامات واضحة ترتبط بالتفضيلات بين الجنسين، حيث “يميل الرجال إلى التصويت لترامب، بينما تجد النساء في شخصية هاريس ما يجذبهن، خاصة بسبب ابتسامتها.”
كما أضاف أن “القيم تلعب دوراً كبيراً، حيث يهتم مؤيدو ترامب بقضايا أقل مثل الأجندة البيئية والمساواة الجندرية، في حين أن دعم هاريس غالباً ما يأتي من قضايا مثل حقوق النساء والمهاجرين.”
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجرى في الخامس من نوفمبر الجاري، وقد شارك حوالي 70 مليون مواطن أمريكي في التصويت المبكر، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن جامعة فلوريدا.
المصدر نوفوستي