تبعات الحرب ذكرى الحروب السابقة وتأثيرات جديدة في لبنان
لم ينسَ سمير (اسم مستعار)، الشاب اللبناني الذي كان يبلغ 20 عامًا خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006، مشاهد الدمار والقتل التي عايشها. ويعيش سمير اليوم في منطقة فرن الشباك التي عانت من التهجير. بعد مرور 18 عامًا، يعبّر سمير عن أسفه “لم أكن لأتخيّل أن أعيش ما عشته منذ سنوات، نفس التهجير والدمار. دموعي لا تجف على فقدان أحبتي ورفاقي الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في هذا البلد الذي يبدو أنه مشتنا ولادة جرحه”.
للأسف، لا تزال جراح حرب تموز 2006 مفتوحة ولم تلتئم حتى اليوم. ويشير كثيرون إلى أن هذه الحرب لم تكن الأخيرة، بل كانت مجرد مرحلة تحضيرية لحروب جديدة قد تتبعها. والسؤال هنا هو “ما الذي يميز الحرب الحالية عن حرب تموز 2006؟”
استعدادات المعركة الحالية
الحرب في عام 2024 تأتي بمختلف الظروف، حيث پاس العامان والعشرين بين التطور التكنولوجي والعسكري. ويبدأ العميد فادي داوود، قائد معركة فجر الجرود، في تحليل الأوضاع المعقدة اليوم، مشيرًا إلى أن “استراتيجية الهجوم لدى الجيش الإسرائيلي ترتكز على قصف الأهداف في العمق، ولكن الضاحية الجنوبية هي هدف أيضًا”. ويشير إلى وجود مقرات القيادة العسكرية فيها.
في الجنوب، يستعد الجيش الإسرائيلي لعمل عسكري، ويعتقد العميد داوود أن ما يحدث هو تحضير ميداني للعملية. ويؤكد أن هناك عمليات استكشاف للأرض لتحديد مواقع الكمائن.
توقعات بالاجتياح البري
يتوقع العميد داوود أن تذهب المعركة نحو اجتياح بري، لكن هذا الخيار يبقى ورقة سياسية بيد إسرائيل. ويشير إلى وجود تفوق إسرائيلي على الأرض وفي الجو.
أسلحة الحرب
تستخدم هذه الحرب أنواعًا عديدة من الأسلحة، بما في ذلك قنابل قد تكون مدمرة للبيئة وصحة الإنسان. يشرح نقيب الكيميائيين جهاد عبود أن “القنابل تُستخدم بكميات هائلة ولا تحتوي على مياه مقطرة، مما قد يسبب ضررًا كبيرًا”.
التهديدات المرتبطة باليورانيوم
يحذر عبود من استخدام اليورانيوم غير المشع في القنابل، مشيرًا إلى أن “هذا المعدن ثقيل جداً وقد يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل فشل الكلى وأمراض السرطان.” ويؤكد أن اليورانيوم يبقى في البيئة لفترات طويلة، مما يزيد من خطورته.
في الختام، تواجه لبنان تحديات جديدة نتيجة تصاعد الأعمال العسكرية. تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت إسرائيل ستنجح في اجتياح الجنوب، أم أن “حزب الله” سيستطيع ردعها.