جنون نتنياهو القصة التي تثير الجدل في الشرق الأوسط
يعتبر بنيامين نتنياهو أحد الأسماء التي ستظل حاضرة في ذاكرة الإسرائيليين وشعوب المنطقة. يجسد الرجل شخصية مثيرة للجدل، بحيث يعتبره البعض مجنونًا بلا أدني شك، في حين يراه آخرون قائدًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط خلال أوقات صعبة. وبالرغم من أن نتنياهو كان قريبًا من الانزلاق نحو عواقب وخيمة جراء أفعاله، إلا أنه تمكن من تعزيز مكانته بشكل غير متوقع.
يُعزى جنون رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي إلى عقيدته الدينية الراسخة، والتي تجعله يعتقد أنه “المسيح المنتظر” بالنسبة لليهود. يسعى متناهيًا إلى تأسيس “الدولة اليهودية” كحقيقة معترف بها من قبل جميع الدول، سواء كانت داعمة أم معارضة. إن هذه العقيدة قد تفسر الكثير من تحركاته خصوصًا في سياق الصراع مع إيران وحزب الله، حيث الأقوى فيها هو العقيدة الدينية التي يصعب القضاء عليها. ورغم انتصاراته في المواجهات، تعرض نتنياهو لضغوط قوية، إلا أن جنونه قد يكون مفتاح استمراره في السعي لتحقيق أهدافه الشخصية.
تمكن نتنياهو من تحدي المفاهيم الرائجة حول تفوق الإسرائيليين، حيث كانت الأولوية دائمًا لحياة الإسرائيليين وتكريم موتاهم. في السابق، كانت إسرائيل مستعدة لدفع أي ثمن لاستعادة مواطن واحد، بينما يبدو أن الوضع قد تغير اليوم. حيث قضى الأسرى لدى “حماس” عامًا كاملًا في الأسر دون أن يظهر اهتمام ملحوظ من قبل المسؤولين الإسرائيليين.
كما أن المجازر التي ارتكبها نتنياهو بحق المدنيين في غزة وأراضٍ فلسطينية أخرى، بالإضافة إلى تصرفاته في لبنان تحت ذريعة “القضاء على الإرهاب”، قد أضرت كثيرًا بالمنطق العام. ورغم الضغوط العالمية لاستعادة الإنسانية، إلا أن نتنياهو استمر في مسيرته دون أي تراجع، مما أثر بشكل سلبي على القوانين والأعراف الدولية التي وُضعت لمنع وقوع المجانين في السلطة في هذا النوع من التصرفات.
اضافةً إلى ذلك، نتنياهو لم يتردد في استهداف كبار القادة في المنظمات المعادية، مثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كان اعتباره هدفًا محرمًا في العديد من الأحيان. ومع ذلك، فإن الحقيقة تبقى أن نصر الله قد تم استهدافه، ولم يتعرض نتنياهو لأي عواقب سلبية على أفعاله.
وفي النهاية، يبدو أن مصير “المجانين” عادة ما يكون شبيهًا بالاغتيال، ولكن يبقى التساؤل قائمًا هل سيستطيع نتنياهو مرة أخرى أن يتخطى المنطق؟