عُقد المجمع الأنطاكي المقدس في البلمند، بدعوة من البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وذلك في جلسة طارئة استثنائية بتاريخ 8 تشرين الأول 2024. شهِد الاجتماع حضور مجموعة من المطارنة، من بينهم إلياس عودة (بيروت)، إلياس كفوري (صور وصيدا)، سلوان موسي (جبل لبنان)، كما حضر ممثلون من عدة دول مثل الأرجنتين وبريطانيا، مما يعكس تواصل الكنيسة مع أبناء الطائفة الأرثوذكسية حول العالم.

أعرب آباء المجمع عن أسفهم الشديد إزاء الكارثة الإنسانية التي تسببت بها العمليات العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان، حيث أسفرت هذه الاعتداءات عن دمار واسع واستشهاد العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.

كما أدان آباء المجمع العنف المستمر ودعوا إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار بشكل فوري والتأكيد على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

ووجه الآباء نداءً إلى مجلس النواب للقيام بمسؤولياته الوطنية من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد، حيث تتطلب الاستحقاقات المصيرية وحدة وطنية حقيقية والتزامًا دستوريًا.

وأشاد الآباء بالجهود التي تبذلها الجهات الرسمية والقطاع الطبي في مواجهة تحديات أزمة النزوح وعلاج الجرحى، رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

كما أثنوا على المساعدة الشعبية العفوية من قبل سكان المناطق غير المتأثرة بالنزاعات، الذين قاموا بفتح أبوابهم للنازحين وتوفير الحماية لهم. وشكروا الجيش اللبناني والقوى الأمنية والمجتمع المدني على جهودهم وطلبوا من المجتمع الدولي دعم هذه المبادرات والعمل على تسهيل العودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم.

وأكد آباء المجمع على وقوف الكنيسة إلى جانب شعبها في هذه الأوقات الصعبة، داعين المؤمنين في جميع أنحاء الكنيسة الأنطاكية لدعم الجهود الإغاثية والاجتماعية وزيادة الصلاة من أجل استعادة السلام والأمان في لبنان.

واختتم الآباء بالدعاء إلى الله أن يرسل سلامه ويقوي النفوس ويرحم الشهداء ويشفي المرضى ويعزز من قدرات الطواقم الطبية والإسعافية.