زيارة كريستالينا جورجيفا إلى القاهرة سابقة تاريخية يتزايد حولها الحديث
تسعى كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، لزيارة القاهرة في إطار مناقشات حول الخطوات الاقتصادية القادمة. وبحسب الإعلامية المصرية لميس الحديدي، فإن الزيارة يمكن أن تُعتبر بروتوكولية، إذ تم التخطيط لها منذ أكثر من شهر. ومع ذلك، تعد التصريحات الرسمية الأخيرة من الحكومة المصرية بشأن إعادة التفاوض مع الصندوق والإصلاحات الاقتصادية التي وصفتها جورجيفا بأنها “عاجلة وليست آجلة”، زيارة مهمة جداً تفتح المجال للكثير من التساؤلات.
وأفادت الحديدي بأن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي تعود إلى التسعينيات، حين تم تنفيذ أول برنامج إصلاح اقتصادي. وتذكرت تصريحات الدكتور إبراهيم شحاتة، نائب رئيس البنك الدولي في ذلك الوقت، والذي أطلق وصف “الدواء المر” للإصلاح الاقتصادي. ومنذ ذلك الوقت، عادت مصر إلى الصندوق في عام 2016، بعد ثورتين أثرتا بشكل كبير على الاقتصاد، وبدأت رحلة العلاج مع توقيع عدة برامج، آخرها برنامج التسهيل الائتماني عام 2022.
وأشارت لميس الحديدي إلى أن مصر أصبحت الآن ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد، بعد الأرجنتين، بمجموع قروض يصل إلى 28 مليار دولار. وفي حوارها، أكدت أنها لم تكن هناك صدامات حادة في البداية، حيث كانت مصر تعتبر نموذجًا ناجحًا لبرامج الصندوق.
ومع ذلك، تزايدت المشكلات مع الوقت، وزادت الديون بشكل كبير، مما اضطر الحكومة إلى إعادة التفاوض مع الصندوق وفق اتفاقيات جديدة تتضمن تخفيض العملة وزيادة الضغوط على جميع الطبقات الاجتماعية. وتساءلت الحديدي “ماذا نريد هذه المرة من الصندوق؟”.
وأكدت الإعلامية على أهمية تحديد الأولويات في التفاوض، خاصة أن الحكومة المصرية اتخذت بالفعل بعض القرارات لتخفيف الضغوط، لكن الأسئلة الأساسية تبقى مطروحة حول الإصلاحات الحقيقية والانتعاش الاقتصادي. وأشارت إلى أن العلاقة مع صندوق النقد الدولي يجب أن تكون خيارًا وليس إجباريًا، حيث يمكن لبعض الدول أن تتعافى دون الاعتماد على الصندوق.
وفي ختام حديثها، أبدت لميس تفاؤلها بإمكانية إعادة العلاقة مع صندوق النقد إلى مسارها الصحيح، مشددة على أهمية الإجابة عن التساؤلات الحرجة قبل أي مفاوضات قادمة، قائلة “يذهب الصندوق أو يبقى، لكن سنستمر في مواجهة الواقع الصعب.”
المصدر RT