في تصريح خاص لصحيفة “الأنباء” الكويتية، أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت بأن زيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين تأتي في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة تقوم بها واشنطن بالمنطقة، تزامناً مع تصاعد النشاطات العسكرية على عدة جبهات. ومع ذلك، لم تسفر هذه الزيارة عن أي اتفاق يساهم في تخفيف حدة المواجهات. وتشير التصريحات الرسمية اللبنانية إلى أن ملف التهدئة قد تم تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويظهر لبنان، الذي يتابع الوضع على حدوده الجنوبية وبداخل البلاد، عدم تفاؤله بشأن جدية الجهود الحالية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، خاصة مع رفض إسرائيل الاستجابة لمطالب التهدئة.

وأوضح المصدر أن “هناك ثلاث نقاط رئيسية تعيق فعالية التحركات الأميركية من أجل تحقيق وقف شامل لإطلاق النار. أولاً، التوقيت غير المناسب للمسعى الأميركي، إذ يأتي في وقت تستعد فيه واشنطن للانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أيام، مما يقلل من جديتها واهتمامها بالتوصل إلى اتفاق مستدام. ثانياً، التشدد الإسرائيلي المستمر تحت قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يعد الظروف الحالية فرصة لضرب أهداف لبنانية وإقليمية دون ضغوط دولية كافية لوقف العمليات العسكرية. ثالثاً، موقف المقاومة في لبنان، التي تراقب العروض المقدمة من اتفاقات دون أن تظهر أي دلائل على تغيير سياستها في الرد على الانتهاكات الإسرائيلية.

كما أشار المصدر إلى أن “التأجيل الأميركي في حسم ملف الحرب الإسرائيلية ضد لبنان يرتبط بحسابات استراتيجية تتجاوز الحدود اللبنانية، مما يجعل عملية التوصل إلى تهدئة حقيقية مؤجلة في انتظار المستجدات التي ستظهر مع نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة.”