أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً يؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من التداعيات السلبية لوعد بلفور، مشيرة إلى أن النكبة مستمرة حتى يومنا هذا، نتيجة لتداعيات هذا القرار المشؤوم الذي أسس لسياسات استعمارية تهدف إلى نفي حقوق الفلسطينيين. وأضاف البيان “نشهد اليوم حرب إبادة وتهجير للعام الثاني على التوالي، خصوصاً في شمال غزة، حيث يتعرض الفلسطينيون لهجمات انتقامية تستهدف النساء والأطفال، بالإضافة إلى توسيع نطاق العدوان ليشمل جميع الأراضي الفلسطينية.” وحذرت الوزارة من الاقتحامات المتزايدة للقدس، وتصاعد جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وأراضيهم، خاصة في موسم قطف الزيتون.
وشدد البيان على أن بريطانيا والولايات المتحدة يتحملان مسؤولية مباشرة عن تداعيات وعد بلفور، مطالبين بتحمل واجباتهما في هذه اللحظة الحرجة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها. وطالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإيقاف التهجير القسري، وحماية الشعب الفلسطيني. كما أكد أن صمت الدولتين يمكن أن يُعتبر تواطؤاً في الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية.
وأعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في غزة وفي مختلف أماكن تواجده، رغم كل الفظائع والممارسات الإسرائيلية التي تصاعدت منذ 76 عاماً. وأكدت الوزارة رفضها للتهجير القسري الذي يسعى إلى استكمال النكبة ومشروع وعد بلفور، مشددة على أن الشعب الفلسطيني وقيادته سيواصلون النضال ضد هذا الوعد وجميع المؤامرات التي تهدف إلى تقويض مشروعه الوطني.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية من الولايات المتحدة وبريطانيا الاعتذار عن وعد بلفور “المشؤوم”، ودعت البيان إلى تحمل المجتمع الدولي المسؤولية في إنهاء معاناة الفلسطينيين، والتعبير عن رفضهم لوعد بلفور من خلال اتخاذ خطوات فعلية لمنع التهجير القسري وحماية الحقوق الفلسطينية.
وفي ختام البيان، ذكرت الوزارة أهمية إنهاء “الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي” استناداً إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وآراء محكمة العدل الدولية، داعية إلى إحالة مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية لتحقيق حقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق تقرير المصير والعودة.
يُذكر أن وعد بلفور هو بيان صدر عن وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور خلال الحرب العالمية الأولى، أعلن فيه دعم تأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، وهو ما ساهم في تفاقم الأزمة الفلسطينية.
المصدر RT