لغز “المومياء المغلقة” ينكشف بعد 3000 عام

في تطور جديد يتعلق بالآثار المصرية، تم تسليط الضوء على مومياء تُعرف باسم “المومياء المغلقة”، والتي أثارت تساؤلات علماء الآثار بسبب طريقة دفنها ومكان وجود جسدها داخل التابوت. يعرف هذا المصطلح بأنه يشير إلى إعداد الجسد بطريقة تجعل من الصعب فهم الطريقة التي تم بها وضعه.

من بين تلك المومياوات، برزت مومياء الأرستقراطية “شينيت-آ” التي عاشت قبل 3000 عام، بتقاليد دفنها الغريبة والمثيرة للدهشة. وعلى الرغم من أن علماء الآثار كانوا يعرفون أن خبراء الجنائز أعدوا صندوقًا خاصًا لاستيعاب جسد “شينيت-آ”، إلا أنهم كانوا عاجزين عن فهم كيفية وضعها بالداخل. لكن، المعلومات الجديدة جاءت لتكشف الغموض بعد مرور قرون.

يبدو أن جسدها تم إعداده للحياة الآخرة من خلال وضعه في تابوت يشبه الورق المعجون، ولم تُرَ أي آثار للخياطة بشكل واضح.

أوضح جي بي براون، كبير الأمناء في قسم الأنثروبولوجيا بالمتحف، أنه تم وضع المومياء بشكل عمودي، وعلى ما يبدو تم تليين التابوت المصنوع من “الكارتوناج” باستخدام الرطوبة، مما ساعد المادة على التكيف مع شكل الجسد. ويعرف “الكارتوناج” كنمط من المواد المستخدمة في غلاف التوابيت والمومياوات المصرية القديمة والتي كانت مصنوعة من طبقات من الكتان أو ورق البردي المغطى بالجص.

بعد تليين التابوت، تم عمل شق طولي يمتد من الرأس إلى القدم، مما كان ضروريًا لإدخال الجسد. ويُفترض أن تكون هذه العملية قد تمت بحذر شديد لضمان عدم تلف اللفائف أو العناصر المحيطة بالجسد. بعد إدخال المومياء، أُغلق الشق بخياطة، وتم تثبيت لوح خشبي عند القدمين للحفاظ على الشكل الخارجي للتابوت واستقراره، ومنع دخول الأوساخ.

وكشفت الفحوصات الحديثة أن السيدة “شينيت-آ” كانت في الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من عمرها عند وفاتها، وقد فقدت عدة أسنان بسبب الأطعمة القاسية التي كانت تتناولها. كما وُضعت عيون إضافية في تجاويف عينيها لضمان أن تأخذ هذه العناصر معها إلى الحياة الآخرة.

تعتبر هذه الاكتشافات الجديدة أداة قيمة لفهم المزيد عن سابقاتها والمعلومات التاريخية التي يمكن أن يكشف عنها استخدام تقنيات مثل الأشعة المقطعية في دراسة المومياوات القديمة.

المصدر إندبندنت