ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن السؤال الأكثر تداولاً في الوقت الراهن هو “هل”. هل يمتلك الجيش الإسرائيلي معلومات استخبارية كافية حول قدرات حزب الله في حرب العصابات في ظل التطهير الجاري للمنطقة من الأنفاق والمواقع تحت الأرض؟ هل تمثل مخزونات الصواريخ والمقذوفات الصاروخية تهديداً أثناء النزاع؟ هل يمكن تأمين خط التلال ليكون فاصلاً أمنياً يسمح لعودة سكان الشمال إلى منازلهم؟ هل هناك تقدير دقيق للتكلفة التي ستتحملها الحملة، خاصة عندما يظهر الرقم ألف كعدد محتمل للقتلى؟ هل استجاب نتنياهو لمطالب الأمريكيين كما عرضها الجنرال مايكل كوريلا الذي زار إسرائيل في بداية الأسبوع؟ الأمريكيون والجيش الإسرائيلي ينتظرون استكمال التسوية التي طرحها المبعوث الأمريكي الخاص، أموس هوكشتاين. إلا أن قدرة تنفيذ هذه التسوية لا تبدو واضحة في ضوء الفرحة التي تلت الحملة الحالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاختبار المفصلي هو مدى شدة الرد الإسرائيلي المحتمل على الرد الإيراني (بعد الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني)، والسؤال المطروح هو هل سيحتوي الإيرانيون الضربة الإسرائيلية؟ إذا تمكن الجيش الإسرائيلي من إنهاء الخطوة البرية خلال فترة زمنية قصيرة والعودة إلى الخط الأخضر، فهناك أمل. ولكن هل سيعلق الجيش الإسرائيلي في المناطق الجبلية القريبة من الحدود؟ وهل سيستمر في المراوحة دون أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار؟ هل سيخرج الرد الإسرائيلي عن التوازن المطلوب؟ والسؤال الأهم هو هل ستحظى الثنائي سموتريتش وبن غفير بالقدرة على التأثير في قرارات الجيش؟ إذا كان الجواب “نعم”، فهذا يعني أن الوضع سيبقى على ما هو عليه. الحكومة الإسرائيلية خاضعة لاستنزاف متعدد الجوانب.

وأضافت الصحيفة أن الوضع الراهن أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث تشير فرضية عمل الجيش الإسرائيلي إلى أن إدارة بايدن هي من تتحكم بالقرار. وعلى خلاف تصريحات نتنياهو وشركائه في اليمين، يؤكد رئيس الأركان أن “سنضرب إيران رداً على الهجمات الجوية في الوقت والمكان المناسبين”. عندما يتخلص الجيش الإسرائيلي من قادة حماس وحزب الله، فإن ذلك يتوافق بالتأكيد مع المصالح الأمريكية. ولكن ما لا يناسب واشنطن هو أن يظهر ذلك وكأنه مذبحة شاملة.

وذكرت “معاريف” أن المصالح الأمريكية العالمية والإستراتيجية تتزامن مع مصالح الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل وأغلب الشعب الإسرائيلي، حيث تدعو إلى القضاء على الأعداء. وفي الوقت ذاته، فإن التفكير العقلاني يخلص إلى أن ذلك سيكون مهمة صعبة. فالبنتاغون يدرك أن الشيعة يشكلون الطائفة الأكبر في لبنان، والبيت الأبيض يعرف أن حرباً متعددة الجوانب مع إيران أثناء الانتخابات قد تكون كارثة انتخابية. ومع كل الاحترام للإنتاج النفطي الأمريكي، عندما تتعرض آبار النفط في الشرق الأوسط للحرق وترتفع أسعار الوقود في أمريكا، يتضح السبب وراء مطالبة بايدن بعدم المس بالنقاط النووية أو منشآت النفط.

وأعلنت الصحيفة أن ما هو غير واضح هو الخطوات التالية التي ستتخذها الحكومة. رغم دخول الجيش الإسرائيلي إلى لبنان، لا توجد مشكلة لدى بايدن أو ماكرون، فمن المحتمل أن إضعاف حزب الله سيؤدي إلى تقليل النفوذ الإيراني، وسيكون ورقة إضافية في المحادثات غير المباشرة لتسوية جديدة في منطقة الشرق الأوسط. ماذا بشأن إسرائيل؟ المقاولون ليس لديهم الكلمة الأخيرة، لكنهم قد يعوقون خطوات وصفقات معقدة كما حدث في الجنوب بإلهام من حكومة متطرفة. اليوم، اللعبة مع إيران معقدة، حيث تدور حول تفعيل الهجمات الإيرانية والدفاع الإسرائيلي. الإيرانيون يحافظون على قواعد اللعبة، والجيش الإسرائيلي لم يخرج عنها رغم تصريحات نتنياهو الوعائية.