قمة روحية في بكركي تؤكد على الوحدة الوطنية لمواجهة الفتنة المتنقلة
في إطار الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الوطنية، اجتمعت قيادات روحية في قمة روحية بصرح بكركي البطريركي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز الثوابت الوطنية وتحصين الساحة الداخلية ضد كل أنواع الفتنة والانقسام. وقد أصبح مصطلح “الفتنة المتنقلة” يتردد بصورة متزايدة في الأوساط الإعلامية، ما استدعى من القادة روحانيين وأكاديميين الاجتماع لتسليط الضوء على هذه القضية الحيوية.
منذ أواخر الستينات، ظهرت مؤشرات الفتنة بأشكال وأساليب متعددة تدل على وجود قصور سياسي وتاريخي يُعيق تحقيق مرحلة الرشد والنضج الاجتماعي. وبينما نجحت بعض الشعوب في تجنب الفتن، يبقى لبنان وبعض المجتمعات العربية عرضةً لصراعات متكررة.
على الرغم من عدم توفر الخبرة الكافية لتقييم العمق الفتنوي في المجتمعات العربية، إلا أنه يمكن تحديد بعض العوامل الأساسية المساهمة في خلق الفتنة، مثل الأبعاد الدينية والطائفية، إلى جانب نظام الحكم. وفي لبنان، تتجلى هذه الأسباب بشكلٍ واضح في الصراع السياسي والحزبي.
للخروج من هذه الأزمة، يجب إدراك أن الاعتراف بالآخر كشريك في الوطن يمثل خطوة ضرورية. فالممارسات السياسية التي اتبعتها تلك المكونات المختلفة لم تأتِ بنتائج إيجابية بل أدت إلى تقديم الأزمات على حساب الوطن والمواطن.
إن لبنان اليوم في حالة أزمة مصيرية غير مسبوقة, حيث إن الفتنة لم تكن يومًا ناشئةً من الداخل، بل إن تدخلات الخارج هي التي تجري على الأرض. فلنسعَ جميعًا للعودة إلى جذورنا، ولنستعد ضميرنا لمواجهة لغة إلغاء الآخرين ورفض كافة أشكال الترهيب.
أصبح من الضروري أن نضع حدًا للتدخلات الخارجية والإقليمية التي تؤثر سلبًا على استقرار الوطن. كفى من الحروب والدمار، وكفى من تحويل لبنان إلى ساحة لقوى دولية. فالفتن يجب أن تُستأصل والمفتنون يُنبذون.
لنتوحد جميعًا في رفض كل ما يفرقنا، وليكن شعارنا بناء مستقبلٍ يليق بكرامة وطننا وشعبنا. لنستقبل جميعًا عهدًا جديدًا يسوده السلام والوحدة.