تعكس صورة يسوع الملك في الكتاب المقدَّس معنىً عميقًا من الأمل والخوف في آن واحد. تُبرز هذه الصورة بوضوح خلال إنجيل الدينونة، حيث يُفصل الربُّ بين الخراف والجداء، مستندًا إلى ما ورد في متى 2534 «يقول الملك للَّذين عن يمينه تعالوا يا مُبارَكي أبي، رِثُوا الملكوت المُعَدَّ لكم منذ تأسيس العالم»، بينما يوجه العبراء من يساره إلى النار الأبديَّة كما ورد في متى 2541 «يقول أيضًا للَّذين عن اليسار اذهبُوا عنِّي يا مَلاعين إلى النار الأبديَّة المعَدَّة لإبليس وملائكته».
تتجلى صورة الملك بالهيبة وسط المنتصرين على الشر، حيث يرنِّم هؤلاء بالمجد لله، كما ذكرت رؤية 153-4 «عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيُّها الربُّ الإله القادر على كلِّ شيء عادلة وحقٌّ هي طُرُقُكَ يا ملك القدِّيسين» وبعد أن عبر موسى النبيُّ البحر الأحمر، رنَّم مع شعبه، وهي الترتيلة التي نعبر بها عن تقديرنا لوالدة الإله.
تجسد الليتورجيا الروحانية عمق الإيمان وتربط المؤمن بالمسيح، داعيةً إلى الثبات في الصلاة، كما تتجلى في طروباريَّة القدِّيسين الشهداء «شهيدك يا ربُّ بجهاده، نال منك الإكليل غير البالي يا إلـــهنا». من خلال شفاعتان والدة الإله، تتمتع الكنيسة بأساس متين لإيمانها وتفاؤلها.
يسوع الملك يُعتبر هو «ملك الملوك وربُّ الأرباب»، مما يعني أنه يملك في حياتهم جميعًا. ورغم أن مملكة يسوع ليست من هذا العالم الترابي، إلا أن المؤمنين يطمحون إلى مملكة السماوات، كما يتضح من صلواتنا التي تكرِّر عبارة «أورشليم السماويَّة».
الفن الكنسي يُظهر عظمة الرب عبر العصور، حيث يظهر نقش من القرن الرابع الميلادي في متحف الفاتيكان يسوع جالسًا على عرش ويحيط به الرسولان بولس وبطرس، في إشارة واضحة إلى مكانته الكونية. كما يمكن رؤية جداريات في مقبرة القدِّيسَين مارسيلينوس وبطرس تتعزز فيها هذه الرموز.
تتجلى عظمة الرب بشكل أكبر في فسيفساء رافينا، حيث يظهر الرب جالسًا على الكرة الأرضية، بينما يحمل الملائكة صولجانًا بجانبه. هذا يبرز سلطته التي تفوق كل شيء. وهكذا يظهر يسوع كملك المحبَّة والخلاص، حيث أنه هو الحياة ذاتها.
إلى الربِّ نطلب.