أبحاث جديدة تكشف عن الغدة الزعترية ووظائفها الحيوية
تضطلع الغدة الزعترية، الغدة الصماء التي توجد خلف عظمة الصدر (عظمة القص)، بدور حيوي في برمجة الجهاز المناعي لمواجهة التهديدات الخارجية مثل الفيروسات والبكتيريا. تبدأ هذه الغدة في إنتاج الخلايا التائية بعد مرور 12-13 أسبوعاً من الحمل، و تستمر في نقلها إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
رغم ذلك، لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول تركيب ووظيفة الغدة الزعترية في حالات الصحة والمرض، وهو ما يمكن أن تساهم الصور التفصيلية في توضيحه.
First 3D images of complete human thymus illuminate its structure and function
— Medical Xpress (@medical_xpress)
في هذا السياق، استخدم فريق من الباحثين أسلوب التصوير المقطعي المحوسب بتباين الطور (PC-CT) لالتقاط صور مفصلة للغدة الزعترية في الأجنة النامية أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، حيث تم إنتاج تلك الصور في منشأة الإشعاع Synchrotron الأوروبية (ESRF) في غرونوبل، فرنسا.
تكشف هذه الصور المعقدة عن الهياكل المعروفة باسم “أجسام هاسال”، التي تتكون بعد حوالي 15 أسبوعاً من الحمل، والتي تشغل مساحة كبيرة من نخاع الغدة الزعترية. هذه النتائج تشير إلى دورها المحتمل في تنظيم البيئة الدقيقة في الغدة ووظائفها المناعية.
تقول البروفيسورة باولا بونفانتي، من معهد المناعة والزراعة بجامعة لندن ومعهد فرانسيس كريك “غالباً ما يتم تجاهل الغدة الزعترية في الأبحاث، لكنها توفر رؤى قيمة حول كيفية عمل نظام المناعة. من الضروري فهم كيفية تغير هذا العضو خلال السنوات الأولى من الحياة ومرحلة المراهقة”.
وأضافت بونفانتي “يمكن أن تسلط الأساليب الحديثة، مثل PC-CT، الضوء على وظائف الغدة الزعترية مع الحفاظ على بنية العضو، مما يساعدنا على فهم التغيرات الحادثة أثناء الأمراض”.
وأشار البروفيسور ساندرو أوليفو، أحد معدي الدراسة، إلى أن “نظام الأشعة السينية المختبري يعد وسيلة سهلة لدراسة التركيب ثلاثي الأبعاد للأعضاء، مما يفتح مجالات جديدة للبحث العلمي”.
ويعتقد الباحثون أن هذه الطريقة يمكن استخدامها لدراسة كيفية تغير الغدة الزعترية في حالات طبية متنوعة، مثل وجود الأورام، أو كيف تتقلص مع تقدم العمر.
تم نشر الدراسة في مجلة “Communications Medicine”.
المصدر ميديكال إكسبريس