يواجه لبنان أزمة حادة في جمع النفايات حالياً، وهذه الأزمة تفاقمت نتيجة النزوح لأكثر من 1.5 مليون شخص من المناطق المتأثرة بالقصف، بما فيها الجنوب والضاحية والبقاع. وتعكس المشاهد في شوارع جبل لبنان الوضع الصعب، حيث تتكدس القمامة بشكل كبير على جوانب الطرقات، مما قد يجعل بعضها غير سالكة. فما هي الإجراءات المتخذة لحل هذه المشكلة المتفاقمة؟
تكشف مصادر مطلعة أن هناك شركات تعهدت بجمع النفايات من مناطق الجنوب، بما في ذلك شركة “سيتي بلو” التي تقوم بجمع النفايات من أقضية بعبدا وعاليه والشوف والضاحية الجنوبية لبيروت. ومع تزايد النزوح، أصبحت منطقة بيروت هي المتضرر الأكبر حيث انتقل إليها سكان من الجنوب والضاحية، مما زاد الأعباء على الشركة المسؤولة عن جمع النفايات في العاصمة.
بدورها، ترى المصادر أن الحل الفوري في هذه الأزمة يتطلب من شركة “سيتي بلو” زيادة جهودها في بيروت نظراً لكثافة السكان. وكشفت المصادر أن “مجلس الإنماء والإعمار” يعمل على إطلاق مبادرة لمواجهة الوضع المتدهور. وقد حاولت “النشرة” التواصل مع رئيس المجلس نبيل الجسر لمعرفة المزيد حول هذه المبادرة إلا أنها لم تتلقَ أي رد.
وبالعودة إلى مسألة المطامر، تشير المصادر إلى أن “النفايات التي كان يتم إنتاجها في الجنوب لم تكن تُرسل إلى الكوستابرافا أو إلى مناطق أخرى مثل برج حمود أو الجديدة. وبالتالي، فإن إدخال كمية كبيرة من النفايات إلى هذه المطامر دفعة واحدة قد يسرع من نفاد طاقتها، مما سيخلق مشكلة جديدة قريباً جداً.”
ومن الواضح أن أزمة النفايات تحتاج إلى معالجة شاملة رغم الظروف الراهنة الناتجة عن النزاعات المستمرة. ومع انتهاء الحرب، سيتعين على الحكومة معالجة التسويات الجديدة على مستوى النفايات، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع البيئية والصحية، خاصة مع تزايد التلوث الناتج عن إلقاء النفايات بشكل عشوائي في الشوارع.
ولا يمكننا أن نغفل أن الحكومة الحالية، التي تعاني من الفساد والمحسوبية، لم تُظهر فعالية سابقة في معالجة هذه الأزمة. لذا، لا يمكن الاعتماد على حلول جذرية منها، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، حيث قد تؤدي النفايات المتراكمة إلى انسداد المجاري وغرق الشوارع، مما يتسبب في إهدار جهود الصيانة التي تقوم بها وزارة الأشغال. ومن المؤكد أن المشهد سيختلف هذا العام عن الأعوام السابقة.