أفادت تقارير حديثة أن الولايات المتحدة نفذت غارات جوية على الأراضي اليمنية، حيث أشار الموقع إلى أن هذه الضربات استهدفت منشآت تحت الأرض تابعة لجماعة الحوثي. وتعتبر هذه العملية هي الأولى من نوعها التي يستخدم فيها البنتاغون قاذفات متخصصة منذ بدء الضربات على اليمن في يناير 2024.
وذكر موقع “يمن مونيتور” أن الحوثيين قد طوروا خلال سنوات الحرب العديد من القواعد تحت سطح الأرض.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين قد عملوا على توسيع بناء القواعد تحت الأرض، بحسب عدة مصادر تحدثت لموقع “يمن مونيتور”. وتوضح المصادر أن العديد من الأنفاق الخاصة بالجماعة قد تحولت إلى منشآت عسكرية، مما يمثل مرحلة جديدة من الحماية استعدادًا لحرب طويلة قد يواجهها الحوثيون في المستقبل القريب.
وتمت الإشارة إلى أن هذا البناء جاء بعد اشتراك الحوثيين في هجمات في البحر الأحمر، في ما يصب في دعم الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
سلط الموقع الضوء على طبيعة المدن العسكرية والغموض الذي يكتنف أنشطة الحوثيين تحت الأرض، مستندًا إلى بيانات من أكثر من 12 مصدرًا موثوقًا.
الاستهداف العسكري والتوسع
المعلومات حول حجم هذه المدن وعمقها لا تزال غير واضحة. ومع استخدام الولايات المتحدة لمقاتلات شبحية من طراز “B-2 Spirit” في 17 أكتوبر 2024 لاستهداف مخازن الأسلحة، يُعاد النقاش حول هذه القواعد السرية.
وكشف ثلاثة تجار معدات ثقيلة في صنعاء وحجة والحديدة لـ”يمن مونيتور” أن الحوثيين بدأوا بالتعامل معهم منذ 2018، وزادت طلباتهم على الآليات سواء للاستئجار أو الشراء منذ عام 2022.
وأوضح التجار أن عمليات الاستئجار تُدار من قبل مشرفين مرتبطين بالجماعة، بما في ذلك شخصيات كانت تعمل مع وزارة الدفاع في فترة سابقة.
الجدير بالذكر أن ظاهرة المنشآت تحت الأرض في اليمن ليست جديدة، حيث قام الرئيس السابق علي عبد الله صالح ببناء مرافق تحت الأرض للصواريخ والأسلحة في صنعاء وما حولها، والتي سيطر عليها الحوثيون بعد 2017.
وكشف مصدران من الحوثيين لـ”يمن مونيتور” أن الجماعة قامت بتجديد هذه المرافق وتوسيعها، ممهدة الطريق لبناء العديد من المخازن والمعامل تحت الأرض لعدة أغراض بما في ذلك تصنيع الصواريخ والطائرات دون طيار.
البنية التحتية العسكرية ودعمها
في أبريل 2017، أُشير إلى أن الحوثيين كانوا يجدرون مصانعهم على عمق 50 قدماً تحت الأرض، مدعومة بتقارير عن وجود خبراء أجانب لتقديم المساعدة في بناء هذه المنشآت.
وتوضح المصادر أن المعامل والمراكز الموجودة تحت الأرض منتشرة في عدة مناطق، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وتبنى على عمق يصل إلى 10 طوابق.
كما أشار المصدر إلى أن الحوثيين يستخدمون تقنيات حديثة في البناء، مثل الأسقف الخرسانية السميكة، لتوفير الحماية من الضربات الجوية.
السرية والتستخبي
تعتبر سرية مواقع هذه المنشآت ممارسة جديدة من الحماية، حيث يدخل الوصول إليها ضمن سياسات صارمة جدًا. إذ يُشرف مكتب زعيم الحوثيين مباشرة على هذه الأنشطة بالتنسيق مع مجموعات متعددة لضمان الأمان والنقل.
وفي ظل ما شهدته الأنفاق في قطاع غزة من صمود في مواجهة الهجمات، تجد الحركة الحوثية إلهامًا لتطور أساليبها، معتبرة أن هذه الطرق قد تحميهم من الأعداء.
المصدر