تقرير سري يكشف عن عملية فريدة لـ”الموساد” ضد “حزب الله” في لبنان

أفادت صحيفة أمريكية بارزة، مستندة إلى معلومات من مسؤولين إسرائيليين وشرق أوسطيين، أن عملية “أجهزة النداء” التي قام بها “الموساد” كانت قد بدأت تخطيطها في عام 2022. هذا التطور حدث قبل أكثر من عام من الهجوم المفاجئ الذي شنته “حماس” في 7 أكتوبر، خلال وقت شهد هدوءاً نسبياً على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

على مدار سنوات، بذل “الموساد” جهوداً مضنية لاختراق تنظيم “حزب الله” من خلال المراقبة الإلكترونية وتجنيد المخبرين. ومع مرور الوقت، بات قادة “حزب الله” مدركين لوجود تقنيات تتيح لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي مراقبتهم، مما أدى إلى قلقهم من تحول الهواتف المحمولة العادية إلى أدوات تنصت تحت السيطرة الإسرائيلية. لذا، نشأت فكرة تطوير أجهزة اتصال محصنة، حسبما أفاد المسؤولون.

في مسعى لتحسين الاتصالات السرية، حاول “حزب الله” الحصول على شبكات إلكترونية مقاومة للاختراق، بينما عمل “الموساد” على إقناع الحزب بشراء أجهزة تجارية مثالية لأغراضهم. بدأت تلك الجهود بإدخال أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة إلى لبنان منذ عام 2015، حيث احتوت تلك الأجهزة على متفجرات ونظام إرسال يمكن “الموساد” من الوصول إلى اتصالات الحزب.

استمرت العملية لمدة تسع سنوات في الأساس على التنصت، حتى ظهرت فرصة جديدة مع تقديم جهاز اتصال لاسلكي صغير ومتفجرات قوية، مما يشير إلى تحولات مهمة في استراتيجية “الموساد”.

من خلال تواصل غير مباشر، حصل “حزب الله” على أجهزة النداء من علامة تجارية تايوانية معروفة، حيث لم تكن الشركة على علم بأي مخططات إسرائيلية. وقد تم تسويق جهاز AR924، الذي يمتاز ببطارية كبيرة وإمكانية الشحن، من قبل مسؤولة تسويق سابقة، لم يتم الكشف عن هويتها.

تم تصميم هذه الأجهزة لجعلها خفيفة الوزن بينما تحتوي على مكونات تخفي متفجرات قوية، كما عكست التقنية المستخدمة إنجازاً هندسياً مذهلاً جعل من الصعب اكتشافها. المسؤولون الإسرائيليون يعتقدون أن بعض هذه الأجهزة تم تفكيكها من قبل “حزب الله” قبل الكشف عنها عن طريق التفجير.

الانفجار والتداعيات

ومع تصاعد التوتر، أثيرت مخاوف في أروقة القيادة الإسرائيلية بخصوص الكشف عن المتفجرات وما ستخلفه من تفاعلات. بينما كانت أجهزة النداء تكتسح لبنان، في 17 سبتمبر، أُطلق العنان لآلاف الهواتف لتفجيرها لتحدث دمارًا واسعًا في صفوف “حزب الله”، حيث ظهرت رسالة تحمل كلمات: “لقد تلقيت رسالة مشفرة”.

في اليوم التالي، انتقلت العملية إلى مرحلة جديدة بتفجير مئات الأجهزة اللاسلكية، مما أسفر عن إصابات متعددة ومضرّة للمستخدمين. وقد تلا ذلك قصف جوي إسرائيلي لمواقع “حزب الله”، مما أدي إلى مقتل وإصابة العديد.

وبينما كانت الخطط تتطور، تجددت الغارات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، بعد عدة أيام من الانفجارات. كان هذا الهجوم بمثابة نهاية لمهمة سرية مكثفة، فماذا يأتي بعد ذلك؟

المصدر: “واشنطن بوست”