في تصريح مثير خلال “رسالة الجمعة”، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “الأرض تواجه تحديات شديدة، وأن الإنسان مسؤول عن العدالة والنزاهة والطاعة في سياق الواقع الوجودي”. وأضاف أن الإنسان يجب أن يتذكر الله كقيمة فكرية وتشريعية في سياق دوره في الحياة، حيث عزا ذلك إلى إرادة السماء وغرض الوجود. وشدد على أن التوكل على الله أمر أساسي لا يمكن فصله عن أفعال الإنسان، مشيرًا إلى قوله تعالى على لسان النبي موسى(ع) “اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُوا”، مما يعكس قوة الله وإرادته في الحياة.

وأوضح الشيخ قبلان أن لبنان يمر حاليًا في “محنة تاريخية” مع ظهور مشاريع دولية وإقليمية خطيرة، مطالبًا القوى السياسية بدعم شراكة العائلة اللبنانية بعيدًا عن أي مشاريع دولية. وأكد على أن العائلات الروحية قادرة على توحيد الموقف، حيث أن خطابهم يستند على المحبة والاحترام، وشدد على ضرورة حماية المشروع الوطني وتفادي أي خطاب فتنوي.

تابع قبلان موضحًا أنه “لا يمكن لبنان أن يتحمل مغامرات جديدة، فالأوضاع الحالية تتطلب توازنًا واعتدالًا”. كما سخر من محاولات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من السيطرة على أي قرية حدودية بشكل كامل، مؤكدًا أن الجبهة تظل قوية واستراتيجية، وأن قدرة المقاومة في لبنان تزداد.

استعرض المفتي قبلان تاريخ المقاومة باعتباره جزءًا من حماية الوطن والسلم الأهلي، مشيدًا بمواقف الأستاذ وليد جنبلاط الوطنية التي تعزز الثقة في الوطن. ودعا إلى التضامن الوطني، مؤكدًا أن الأحداث السلبية التي تحدث في الجنوب والبقاع والضاحية نتيجة العدوان الإسرائيلي تتطلب مزيدًا من الدعم والاحتضان من المجتمع.

في خاتمة رسالته، أكد الشيخ قبلان أن الجهود التي تبذلها العائلة اللبنانية هي لحظة وطنية بارزة، وشدد على ضرورة أن تسرع الحكومة في احتضان مواطنيها، خاصة وسط إدارة المنظمات الدولية للمساعدات الإغاثية على خلفية سياسية. وأضاف “السلم الأهلي هو أساس هذا البلد، ويجب على الجيش اللبناني وكافة الأجهزة الأمنية تعزيز قوتها في ظل هذا الواقع الاستثنائي”، مشددًا على أهمية الشراكة الوطنية في تشكيل مستقبل لبنان.