علم النفس أهمية التعبير عن المشاعر في مجتمعنا
تشير عالمة النفس تاتيانا شاخونوفا إلى أن أزمة التعبير عن المشاعر تتفاقم نتيجة الخصائص الاجتماعية والثقافية التي تشكل توجهنا نحو العواطف منذ الطفولة.
وتوضح شاخونوفا أن العديد من الأطفال يمنعون من إبداء آرائهم بصوت عالٍ، ويُطلب منهم الحفاظ على الهدوء، وعدم الركض أو القفز، وكذلك عدم البكاء، مما يعزز آليات كبح المشاعر في صغرهم.
كما تؤكد أن الكبار يعززون هذه المفاهيم بتعليم الأطفال إخفاء نقاط ضعفهم. ويقولون لهم إنه يجب أن يكونوا أقوياء بدنيًا وعقليًا، لأن المجتمع لا يحتاج لأشخاص ضعفاء. وعندما يشعر الفرد بالضعف، ينبغي عليه تجاوز ذلك فورًا وإخفائه عن الآخرين، حيث يُعتبر الشعور بالضعف مصدر خجل، مما قد يؤدي إلى عزلتهم عن الدعم والتعاطف في أوقات الحاجة.
وتضيف “المشاعر غير المُعبر عنها تبقى مخزنة في الجسم دون وعي. وقد تؤدي عمليات الكبح والخجل إلى مجموعة من المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وقد أظهرت الدراسات أن كبح المشاعر يؤثر سلبًا على الحياة الاجتماعية والعلاقات الشخصية”.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير شاخونوفا إلى أهمية معالجة مشكلة الخجل والمشاعر المكبوتة، ليس فقط من قِبَل علماء النفس، بل من المجتمع بأسره. ومن الضروري خلق بيئة مناسبة تحفز الأفراد على التعبير عن آرائهم ومشاعرهم، والحصول على الدعم بدلاً من الانسحاب خلف قناع “القوة”.
تظهر الأحداث والتغيرات الاجتماعية الحالية بوضوح أهمية تطوير ثقافة الانفتاح العاطفي والدعم، حيث يُسهم ذلك في مساعدة الأفراد والمجتمع على تخطي التحديات والعثور على القوة لمواجهة الخجل والشعور بالوحدة.
لتحقيق ذلك، يجب على كل فرد أن يبدأ بنفسه، حيث يتعين عليهم التعرف على السيناريوهات المفروضة والقيود الاجتماعية، وتعلّم الابتعاد عن الاحتياجات الشخصية. وتُعتبر هذه الخطوة بداية نحو خلق مجتمع داعم ومنفتح.
المصدر gazeta.ru