فشل حزب الله في حماية شعب لبنان، حيث لم يعد هناك مجال للمقارنة بين قوة سلاح الحزب وإسرائيل. بينما تتوالى الضربات الجوية على الأراضي اللبنانية، تواصل إسرائيل إمعانها في تدمير قدرة لبنان على المقاومة. ورغم ذلك، لم تتمكن إسرائيل حتى اليوم من اجتياح لبنان كما وعدت، وذلك بسبب شدة المعارك وصعوبة الجغرافيا اللبنانية، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية.

في هذه الأثناء، يستمر الناطق العسكري الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” في توجيه الضغوط النفسية على اللبنانيين عبر وسائل الإعلام. ولم تتوانَ الولايات المتحدة عن دعم إسرائيل بالأسلحة المتطورة، بما في ذلك الآلاف من الصواريخ. وتظهر الأنباء أن تل أبيب تستهدف السيطرة على الجنوب اللبناني واتباع ذلك في سوريا والعراق، وصولاً إلى تفكيك دول الخليج تحت شعار “دولة اليهود الكبرى”.

لبنان وإسرائيل في حرب مصيرية، وقد عجزت الدبلوماسية عن إيقاف الحرب على مدى أشهر. وبدلاً من ذلك، أصبح القرار 1701 في طي النسيان، ولم يعد هناك مجال لتعديله. ومع غياب المؤسسات الدستورية، يعيش لبنان أحداثًا دراماتيكية مقلقة دون أي حل سياسي مناسب.

في مجلس الأمن، تتعالى الأصوات والاتهامات بين الدول المؤيدة والمعارضة دون الوصول إلى قرار يوقف الحرب. حتى الانتخابات الأمريكية لم تؤثر على سيل القذائف، حيث تضع إسرائيل شروطًا تعجيزية لأي هدنة. ورغم كل ذلك، قد تتراجع إسرائيل في موقفها نظراً للوضع العسكري الحرج الذي تواجهه.

إضافة إلى الدعم الأمريكي، تستقبل إسرائيل مساعدات من دول كبرى مثل نيوزيلندا واليابان، فيما تُرك حزب الله وحيدًا في معاركه، حيث يُمنع الجيش اللبناني حتى من شراء طائرات حربية. ويبدو أن الرؤية الدولية تجاه لبنان تضعه في خانة غير المهمة، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على الدعم العسكري والسياسي في البلاد.

أطماع إسرائيل تجاه لبنان متعددة، وكان الرئيس إميل لحود هو الوحيد الذي تحكم في بعض موارد البلاد. إلا أن هذه الأطماع لا تتوقف عند حدود معينة، بل تتوسع مع مرور الوقت. في الوقت ذاته، تؤكد التقارير أن الحرب قد ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية وخلقت أعدادًا كبيرة من الجرحى.

على الرغم من تفوقها العسكري، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة؛ حيث بلغ عدد جرحاها المئات منذ بداية شهر تشرين الأول 2023، ولم تحقق مكاسب سياسية تذكر. ومن الواضح أن نتائج الحروب لا تقاس بالخسائر البشرية فحسب، بل بالتحقيق الفعلي للأهداف.

اليوم، تُظهر إسرائيل انفصامًا بين قوة سلاحها والطبيعة المعقدة للأوضاع في لبنان. بينما يعاني اللبنانيون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فإن عليهم البقاء موحدين أمام هذه التحديات. الشارع اللبناني مقبل على مرحلة حرجة تتطلب تكاتف الجهود لمواجهة أي طموحات استغلالية.

هل سينتهي هذا الكابوس قبل نهاية العام؟ وهل ستتلاشى شبح الحرب من سماء لبنان؟ في نهاية المطاف، يجب على اللبنانيين النظر إلى تاريخهم والاستعداد لمواجهة المصير الذي قد يواجهونه أمام التحديات المتزايدة.