أفادت صحيفة “الأنباء” الكويتيّة بأنّ ثمة موجة من التفاؤل سادت الأوساط السياسية والشعبية في لبنان بشأن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وذلك بعد أن وردت تسريبات إسرائيلية تشير إلى أن صيغة اتفاق باتت جاهزة للنقاش، بالإضافة إلى تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حول تلقيه إشارات إيجابية من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي عاد إلى المنطقة لمناقشة الطرح اللبناني مع حكومة بنيامين نتانياهو.
ومع ذلك، انخفضت هذه الموجة من التفاؤل بعد تأكيدات إسرائيلية بأن المعلومات المسربة ومحتوى وسائل الإعلام حول الحلول المقترحة هي قديمة وغير واقعية. وأوضح البيت الأبيض أن هذه التسريبات لا تعكس الوضع الراهن للمفاوضات، في حين أشار مسؤول أميركي إلى أنه لن يتم التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية، وأن المعلومات التي تُنشر تهدف فقط إلى خلق أجواء إيجابية قبيل الانتخابات.
وكشفت مصادر وزارية لـ”الأنباء” أنه رغم عدم اكتمال الاتفاق، فقد حققت خطوات إيجابية من خلال مقترحات غير مُعلن عنها لتنفيذ القرار 1701، والتي قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي للموفد الأميركي خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان في 21 تشرين الأول الماضي، وقد بقيت هذه المعلومات سرية. وأكد ميقاتي موافقة الحكومة، بما فيها وزراء “حزب الله”، على الدعوة لوقف إطلاق النار ونشر الجيش في الجنوب وفقاً للقرار 1701، معبراً عن استيائه من تأخر حزب الله في اتخاذ قرار بفصل الساحة اللبنانية عن غزة.
ورأت الصحيفة أن خطاب الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي رفع فيه نبرة الخطاب، يُعدُ طبيعياً كأول خطاب له بصفته أميناً عاماً، في محاولة لشد العصب في هذه المرحلة. كما أشارت إلى التقدم الذي حصل في تطورات الوضع، مما دفع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والمسؤول في البيت الأبيض بيريت ماكغورك للذهاب إلى إسرائيل. من المتوقع أيضًا أن يزور هوكشتاين بيروت يوم السبت، إذا ما حقق أي تقدم في محادثاته مع نتانياهو، الذي تُشير المصادر الإسرائيلية إلى أنه يرغب في توسيع نطاق الحرب عبر تكثيف الحملات العسكرية. كما اعتبرت أن إسرائيل تسعى للضغط على لبنان عن طريق النزوح، الذي أصبح بمثابة قنبلة موقوتة.
لبنان تطورات سياسية وميدانية تؤثر على الأجواء التفاؤلية
من جهتها، أفادت صحيفة “الجريدة” الكويتية بأن أجواء إيجابية طغت بشكل مفاجئ على مسار المفاوضات لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعد وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب برفقة مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك. كما تم تسريب مسودات لاتفاق محتمل بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، بالإضافة إلى وثيقة مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتعلق بضمانات أمنية تقدمها واشنطن لتل أبيب.
وتشير هذه المسودات إلى أن تنفيذ الاتفاق سيستمر لمدة 60 يوماً، مع سحب إسرائيل قواتها من لبنان على مراحل لا تتجاوز السبعة أيام بعد إعلان وقف إطلاق النار. كما سيتم انسحاب “حزب الله” من الجنوب، ليصل عدد الجيش اللبناني إلى 10 آلاف جندي، مع إنشاء آلية لمراقبة وإنفاذ الاتفاق خلال هذه الفترة لحل النزاعات والتعامل مع الانتهاكات المحتملة.
وحتى الآن، يتصرف لبنان الرسمي بحذر تجاه الأجواء الإيجابية، لكن هناك بعض المؤشرات الجادة من الجانب الأمريكي بعد الإعلان عن زيارة هوكشتاين وماكغورك. ويعتبر اللبنانيون أن هذه الحركة قد تؤدي إلى تقدم معين. بينما تُشير وجهة نظر أخرى إلى أن الزيارة قد ترتبط بحسابات انتخابية أميركية، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وتسعى الإدارة إلى الوصول إلى تفاهم، سواء كان طويلاً أو مؤقتاً، أو حتى هدنة لعدة أيام لدعم الانتخابات، خصوصاً في ولاية ميشيغان حيث يوجد جالية عربية كبيرة.
كما لاحظت الصحيفة أن تصعيد النقاش حول الاتفاقيات في غزة أو لبنان قد وضعت الكرة في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لتحديد ما إذا كان سيمنح الإدارة الأميركية فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل أيام قليلة من انتخابات 5 تشرين الثاني.
في ذات السياق، يرى مراقبون أن تسريبات المعلومات من الجانب الإسرائيلي حول الشروط والمسودات تهدف إلى إفشال المسعى الأميركي مسبقاً، حيث من المستحيل أن يقبل لبنان بالشروط المطروحة. وتؤكد المصادر الرسمية اللبنانية أن الاتفاق المأمول يتضمن سحب سلاح “حزب الله” من جنوب نهر الليطاني ودخول الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”، مع تعزيز قواهما. كما تؤكد المقترحات الأميركية ضرورة وجود مراقبين أميركيين لمتابعة آلية تنفيذ القرار 1701، بينما يسعى لبنان، وخاصةً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لأن يشارك الفرنسيون أيضًا في آلية المراقبة إلى جانب الأمريكيين.