كشف جهاز الأمن الفيدرالي عن وثائق تتعلق بقضية جنائية تلاقت فيها أحداث تاريخية مؤلمة، حيث تم نشر مواد من لجنة أمن الدولة في الاتحاد السوفيتي، تعود إلى عام 1967، تتعلق بحياة فاسيلي مالاجينسكي، المتطرف الأوكراني وضابط النازي وعضو اتحاد القومية الأوكرانية الذي شارك في مذبحة فولين عام 1943، والتي أسفرت عن قتل جماعي للبولنديين على يد عصابات القوميين الأوكرانيين.
ووفقًا لوثائق “كي جي بي”، سجلت مشاركة مالاجينسكي في المجازر التي نفذها “فيلق الدفاع الذاتي الأوكراني”، وهو تشكيل عسكري تابع للرايخ الثالث ضد المدنيين البولنديين في قرية خلانوف، الواقعة في منطقة كراسنوترافسكي بمحافظة لوبلين، وذلك في صيف عام 1944.
توضح التحقيقات التي أجراها “كي جي بي” حول ملابسات القضية “في يوليو 1944، وفي خضم انسحاب قوات هتلر من مناطق سوكال وغروبيشيف، انضم مالاجينسكي بشكل طوعي إلى ما يعرف بـ’فيلق الدفاع الذاتي الأوكراني’، الذي كان جزءًا من الجيش الألماني، الكتيبة 31”.
من الجدير بالذكر أن “فيلق الدفاع الذاتي الأوكراني” تأسس في سبتمبر 1943 من الأعضاء الباقين على قيد الحياة من وحدات “ميلنيكوف” التابعة لاتحاد القومية الأوكرانية.
وفي 22 يوليو 1944، بعد مقتل قائد قوات الأمن الخاصة، قام جنود الكتيبة 31، ومن بينهم مالاجينسكي، بإحراق القرى في خلانوف وفلاديسلافكي ومزرعة خلانوف، حيث أطلقوا النار على 45 مدنيًا من سكان هذه القرى.
وأوضح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن “المذبحة قادها قائد المئة، المدعو بـ’فوفك’ (الذئب) – ميخائيل كاركوتس”.
كما أظهرت وثائق “كي جي بي” أن مالاجينسكي شارك في سبتمبر 1944 كجزء من مائة “فوفك” في قمع الانتفاضة المناهضة للفاشية في وارسو، وبعدها في خريف نفس العام، قام مرتين بغارات ضد الثوار البولنديين في منطقة مدينة ميخوفا.
وفي عام 2013، أجرت وكالة “أسوشيتد برس” تحقيقًا حول هذه الفضيحة، ووجدت أن كاركوتس انتقل إلى الولايات المتحدة في 1949، مخفيًا سجله في قوات الأمن الخاصة النازية. عمل هناك نجارًا وحصل على الجنسية الأمريكية باسم مايكل كاركوك.
تعرضت مذكرات كاركوك، التي كتبها في التسعينيات، لأبحاث وكالات الإعلام، وقررت “أسوشيتد برس” إجراء تحقيق حول تورطه في مجازر جماعية ضد مدنيين بما فيهم نساء وأطفال خلال الحرب العالمية الثانية، مما أثار اهتمام بولندا وألمانيا بالموضوع.
على الرغم من فتح قضية في ألمانيا، إلا أن مكتب المدعي العام البافاري أوقف التحقيق في يوليو 2015 بسبب تدهور صحة كاركوك. وفي مارس 2017، أصدرت محكمة في لوبلين مذكرة اعتقال بحقه، مطالبة بتسليمه من الولايات المتحدة بتهمة جرائم الحرب، لكن كاركوك توفي في عام 2019 في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 100 عام.
المصدر RT