أبرز الوزير الأسبق الفرق بين لبنان والدول العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن “الجيوش العربية قد قاتلت وقامت بواجبها، خصوصًا خلال حرب 1973، بينما الوضع في لبنان كان مختلفًا”. وأكد أن “الانقسام الذي شهدته البلاد في الستينيات والسبعينيات حول السلاح الفلسطيني أضعف الوحدة الوطنية، حيث انتصرنا كمسلمين لهذا السلاح على حساب لبنان”.
وفي حديثه لقناة “mtv”، أضاف الوزير أنه “لو كانت لدينا جيوشٌ قادرة على تغيير مجريات الحرب، لكان من الممكن التدخل في غزة”. لكنه أوضح أن “الدعم الذي حدث سابقًا في هذا السياق لم يحقق نتائج ملموسة”. وأشار إلى تصريحات المرشد الإيراني الإمام علي الخامنئي التي وصف فيها دعم غزة بأنه “تكليف ديني”، متسائلًا “هل هذا التكليف يسري فقط على لبنان وشيعته؟ أين باقي الدول، مثل العراق وإيران؟”.
وأكد المشنوق أن “إعادة بناء السلطة هي المفتاح لعودة لبنان كدولة طبيعية”، معتبرًا أن “الاتفاق بين اللبنانيين حول الاستراتيجية الدفاعية الوطنية هو الطريق الوحيد لاستعادة لبنان مكانته في المجتمع الدولي”. وأضاف أن “الدخول في هذه الحرب كان خطأً دينيًا واستراتيجيًا في آنٍ واحد”.
كما أشار إلى الوضع السياسي في لبنان، حيث قال إن “رئيس مجلس النواب نبيه بري نجح في جعل عين التينة ملاذًا للوطنيّة اللبنانية”. وأشاد بدور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال الأزمة، مشددًا على أنه “تصرف بأفضل طريقة ممكنة، خاصة وأنه تولى حكومة تعاني من الانهيار”.
وأشار المشنوق أيضًا إلى أن “النظام الديمقراطي البرلماني في لبنان يعيد إنتاج نفسه ولا يمكن تغيير الطبقة السياسية دون انتخابات نيابية”. وأكد أن “وقف إطلاق النار هو أساسي قبل الحديث عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية”. وأكّد على ضرورة احترام الجذور والأركان لهذا النظام، والتي ترتبط بمصالح الناس، معتبراً أن مناقشة الأمور السياسية يجب أن تتم في أوقات السلم وبهدوء.
كما أضاف أن “الدول العربية، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية ومصر، لن تقدم الدعم للبنان إلا من خلال اتفاق الطائف”، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه لبنان حاليًا في الساحة الإقليمية.