حديقة حيوانات موسكو تاريخٌ غني وتطور مستمر
تعتبر حديقة حيوانات موسكو واحدة من المعالم البارزة في العاصمة الروسية، حيث تمول من تبرعات العائلة القيصرية وأهالي المدينة، بالإضافة إلى المبالغ المستحصلة من رواد الحديقة. تقع الحديقة في وسط موسكو، في منطقة تتنوع فيها التضاريس بين أحواض مائية وحدائق مفعمة بالحياة، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى سنوات طويلة مضت. كان الهدف من تأسيس الحديقة هو الحفاظ على الحيوانات وتعريفها للجمهور، وإجراء الأبحاث العلمية المتعلقة بها.
عند تأسيسها، كانت حديقة الحيوانات تحتوي على 134 من الحيوانات الأليفة و153 من الحيوانات البرية و7 زواحف. وقد تم تصميم الحديقة لتكون منصة تعليمية تعزز معرفة المواطنين بالحيوانات التي تعيش في روسيا، مثل الدببة والذئاب والثعالب، بالإضافة إلى العديد من الطيور. في بداية افتتاحها، كانت تضم الحديقة نمرًا أمريكيًا وسدين.
تُعتبر العديد من الحيوانات الموجودة في الحديقة هدايا من المجتمع، حيث تم تبرع الفيل الهندي من قيصر روسيا ألكسندر الثاني، بينما كان الكركدن هدية من الأمير قسطنطين رومانوف. وقد ساهم سكان موسكو الأثرياء في بناء العديد من المباني والأجنحة في الحديقة. شهدت الحديقة فترة صعبة خلال الاضطرابات التي شهدتها روسيا بين عامي 1905 و1917، حيث تضررت منشآتها بشكل بالغ.
بعد ثورة أكتوبر عام 1917، قامت الحكومة البلشفية بتأميم الحديقة وتوسيع مساحتها وزيادة عدد الحيوانات، كما استطاعت إنشاء لجان للبحوث العلمية والمختبرات البيطرية. وفي عام 1990، بدأت عمليات ترميم شاملة لحديقة الحيوانات بعد أن استمرت لفترة حتى عام 1997، وذلك بمناسبة الذكرى الـ850 لتأسيس موسكو.
اليوم، تحتوي حديقة حيوانات موسكو على 7500 حيوان تمثل أكثر من 1000 نوع من مختلف أنحاء العالم، موزعة على أجنحة حسب المناطق الجغرافية. تقدم الحديقة رحلات علمية دورية للطلاب والمحاضرات العلمية، كما تشارك في عدد كبير من البرامج الدولية الخاصة بالحفاظ على الأنواع.
يحتوي القسم القديم من الحديقة على بركة ماء كبيرة، تحوي معظم الطيور المائية مثل البط والبجع والفلامينغو الوردي. أما القسم الثاني من الحديقة فيضم عدة أجنحة لمختلف أنواع القردة والدببة والحيوانات القطبية. تستقبل حديقة الحيوانات الزوار يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الخامسة مساءً، ماعدا يوم الاثنين الذي يعتبر عطلة رسمية للعاملين فيها.