تضررت بلدة ليتور الصغيرة بشدة نتيجة الفيضانات التي اجتاحت منطقة فالنسيا، مما أسفر عن وفاة 95 شخصًا على الأقل.

يروي الشاب غييرمو سيرانو بيريز، البالغ من العمر 21 عامًا، تجربته القاسية، حيث قال “عندما بدأ الماء في الارتفاع، جاء كأمواج. كان الأمر أشبه بتسونامي”. وفي لحظة من الهلع، كان هو وأسرته يقودون سياراتهم على الطريق السريع، عندما اجتاحت المياه السيارة. وقد تمكنوا من النجاة فقط عن طريق الصعود إلى جسر وترك سيارتهم، مشيرين إلى أن الأمطار الغزيرة كانت تتساقط منذ ساعات، إلا أن العديد من السكان لم يكونوا مستعدين لمدى قوة الفيضانات.

وفي صباح يوم الثلاثاء، أصدرت الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية (Aemet) تحذيرات من الأمطار الغزيرة، مشددةً على ضرورة توخي الحذر، وأصدرت تنبيهًا أحمر. ومع تقدم اليوم، ازدادت التحذيرات بشأن اقتراب الناس من ضفاف الأنهار، حتى تحولت شوارع مدينة شيفا إلى أنهار جارفة بحلول الساعة 1800، حيث جرفت المياه السيارات وأعمدة الإنارة.

أثارت سرعة الفيضانات تساؤلات حول توقيت التحذيرات، إذ أرسل مركز الطوارئ الإقليمي إنذارات بعد ساعتين من بداية الفيضانات، مما اعتبره الكثيرون متأخراً جداً. في إحدى الحوادث، أوضح أحد السائقين تدفق الماء العنيف الذي جرف سيارته، بينما تمكن آخرون من النجاة بشق الأنفس. في بلدة بايبرتا، شهدت إحدى دور الرعاية لحظات رعب، حيث حوصرت نزلاء في غرفة الطعام بمياه الفيضانات.

ومع شروق الشمس، ظهرت آثار الدمار بشكل كامل، مع تكدس السيارات فوق بعضها البعض، وتدمير المحلات التجارية، وغطاء البلدات بالوحل والحطام. في مدينة فالنسيا، تم إنقاذ رجل يُدعى جوليو سانشيز بعد أن ظل متشبثًا بأشجار النخيل لمدة سبع ساعات. بينما تستمر جهود الإنقاذ في المنطقة، يبقى العشرات في عداد المفقودين. الناجون يصفون مشاعر الإحباط والعجز في مواجهة هذا الدمار الرهيب.