شخصيات بارزة تعتذر عن الجرائم الألمانية في كاندانوس بكريت

في إطار زيارته التاريخية إلى قرية كاندانوس الواقعة في جزيرة كريت اليونانية، قدم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اعتذارًا رسميًا للضحايا الناجين وأحفادهم، معبرًا عن أسفه للجرائم الفظيعة التي ارتكبها بعض الألمان في تلك المنطقة. قال شتاينماير “أرجو منكم أيها الناجون وأحفادهم الصفح عن الجرائم الخطيرة التي ارتكبها بعض الألمان هنا”.

وأشار شتاينماير في تصريحاته إلى أن بلده تأخر لعقود في محاسبة المتورطين في تلك الجرائم، قائلًا “أرجو الصفح أيضًا لأن بلدي تأخر لعقود في معاقبة هذه الجرائم ولأنه بعد الحرب غض الطرف والتزم الصمت في البداية”.

وأدرك شتاينماير صعوبة زيارته، مؤكدًا “إنه لطريق صعب أن تأتي هنا كرئيس ألماني إلى هذا المكان وتتحدث فيه، لكن لا يمكنني أن أكون في كريت دون أن أزور هذا المكان الذي يمثل عارًا لألمانيا”.

كما أكد على أن المشاعر السلبية والألم لا تزال تؤثر على العائلات في المنطقة، قائلًا “ومع ذلك، مددتم أيديكم لنا من أجل المصالحة وأنا ممتن لذلك”. وعبّر عن حزنه قائلاً “الوحشية والقسوة والاحتقار للإنسانية التي أبداها المحتلون الألمان تخنق أنفاسي اليوم بالذات”.

قام شتاينماير وزوجته إيلكه بودنبندر بوضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري للضحايا، حيث تبادلا الحديث مع الناجين الذين لا يزالون يتذكرون الفظائع التي حدثت في ذلك الوقت.

كما تجددت الدعوات لتقديم تعويضات من ألمانيا خلال هذه الزيارة، حيث رفع الناجون لافتة تحمل عبارة “العدالة والتعويض”، مما يعكس عدم رضا البعض عن التقدير الرمزي للاعتذار. وأكد بعض الحضور بأن “لا نريد اعتذارًا بل نريد تعويضًا”.

تجدر الإشارة إلى أن شتاينماير هو أول رئيس ألماني يزور جزيرة كريت، ويعتبر قدومه خطوة مهمة نحو الاعتراف بالماضي.

تاريخ مأساوي

تأسيسًا على ما حدث في 3 يونيو 1941، تعرضت قرية كاندانوس للدمار الكامل على يد الجيش الألماني، وذلك بعد فترة قصيرة من استيلاء القوات الألمانية على الجزيرة. تم تنفيذ هذا الهجوم كنوع من الانتقام ضد المقاومة اليونانية التي أدت لمقتل 25 جنديًا نازيًا من قوات المظلات والمشاة الجبلية. بينما لا يزال عدد القتلى من المدنيين غير معروف بدقة، تشير بعض التقارير إلى أن العدد قد يصل إلى 189 ضحية.

بعد الحرب، أعيد بناء القرية التي يقطنها الآن حوالي 1000 نسمة، ولا تزال الصور القديمة بالأبيض والأسود تُعرض في أرجاء القرية لتذكير الزوار بما شهدته من فظائع. تعتبر كاندانوس اليوم “قرية شهداء” بالنسبة لليوينيين، حيث توجد في اليونان 120 قرية مماثلة.

المصدر أ. ب