اكتشاف غير متوقع مجرة قديمة تشبه درب التبانة تعيد تشكيل أفكار العلماء حول الكون المبكر
أصدرت الخدمة الصحفية للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) تقريرًا يسلط الضوء على اكتشاف مذهل يتعلق بمجرة قديمة تأخذ شكل القرص وتثير تساؤلات جديدة حول كيفية تطور المجرات في الكون.
وأوضحت لوسي رولاند، الباحثة في جامعة ليدن، أن “اكتشاف هذه المجرة القرصية الدوارة القديمة، والتي تشبه بشدة مجرتنا درب التبانة، يتحدى تصوراتنا حول السرعة التي تحولت بها المجرات الفوضوية في الكون المبكر إلى أشكال أكثر تنظيمًا كما نراها اليوم”.
المجرات القرصية، كما تشير رولاند، هي من أكثر الأجرام السماوية شيوعًا، وتشكل حوالي 60% من إجمالي عدد المجرات. تشمل هذه الفئة المجرات الحلزونية والعدسية، التي تمتاز بالشكل المسطح المكون من عشرات أو مئات المليارات من النجوم، بما في ذلك مجرة درب التبانة وأقرب جيرانها.
في السابق، كان يُعتقد أن هذه المجرات لم تكن متوفرة بكثرة في المراحل الأولى من الكون. افترض العلماء أن كثرة اندماجات المجرات ونشاط الثقوب السوداء فائقة الكتلة قد منعت المجرات القديمة من اكتساب البنية المنظمة التي نراها في الوقت الراهن. ولكن رولاند تمكنت من إثبات أن هذه الفرضية كانت خاطئة من خلال استخدام تلسكوب ALMA لرصد الكون المبكر.
يتميز تلسكوب ALMA بقدرته على رؤية حركة أبرد تدفقات الغاز والغبار، وقد أُستخدم لتحديد بنية المجرة القديمة REBELS-25، التي تم اكتشافها مؤخرًا في كوكبة السدسية بواسطة تلسكوب المسح الأرضي “فيستا”. وأشارت الصور التي التقطها ALMA بشكل غير متوقع إلى أن هذا الجسم ليس مجرة إهليلجية فوضوية، بل هو مجرة قرصية ضخمة تتجاوز كتلتها كتلة الشمس بحوالي 10 مليارات مرة.
هذه النتائج تشير إلى أن الكتلة الخاصة بها أقل قليلاً من كتلة درب التبانة، مما يدل على وجود مجرات قرصية كبيرة في الكون المبكر، تشابه بنية مجرتنا. يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام إعادة النظر في النظريات الحالية لتطور المجرات، التي كانت تفترض أن المجرات الحلزونية والعدسية الكبيرة بدأت تتشكل في وقت لاحق، حينما أصبح الكون أقل فوضوية.
المصدر تاس