أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تصريحات خاصة لصحيفة “İl Sole 24 Ore” الإيطالية، أن الحلول للصراع القائم موجودة دائمًا، لكن الواقع يشير إلى وجود مشاكل متراكمة متعددة. وأوضح أن “هناك حاليًا حربًا بين إسرائيل وحزب الله، وما نتج عن ذلك من أضرار للجبهة الداخلية، بالإضافة إلى الأزمات التي يعاني منها لبنان منذ عقود. إن الأولوية في الوقت الراهن هي إنهاء هذه الحرب وتحقيق وقف لإطلاق النار”.

وأشار جعجع إلى أن المطالبة بوقف إطلاق النار ليست كافية، مؤكدًا على أهمية الخطوات العملية، حيث يجب على الحكومة اللبنانية أن تتعهد بجدية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الأرقام 1559، 1680 و1701، والتي تتعلق بنزع سلاح الميليشيات وعودة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

وفيما يتعلق بعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، أكد جعجع أن “محور المقاومة، الذي يضم حزب الله وإيران، لا يرغب في إجراء انتخابات حقيقية، حيث يسعون إلى المشاركة في الجلسات الانتخابية فقط إذا حصلوا على ضمانات مسبقة بشأن المرشح”. وأوضح أن محاولة فرض سليمان فرنجيه لم تنجح، مما أدى إلى فشل الانتخابات.

كما سلط الضوء على قوة حزب الله الجماهيرية داخل الطائفة الشيعية في لبنان، مشيرًا إلى أنه “يحترم هذه الحقيقة”، ولكنه أضاف أنه “لا يمكنهم الاستمرار في العمل كحزب وفي نفس الوقت تشكيل ميليشيا عسكرية مستقلّة”.

حول مشكلة النزوح، أكد جعجع أنها معضلة كبيرة تتكرر منذ عام 2006، حيث اعتاد اللبنانيون على فقدان قراهم والعودة إليها. وأعرب عن أن العديد من النازحين يفضلون العودة إلى مخيمات رغم الدمار، مشددًا على أن التحدي الحقيقي يكمن في إعادة الإعمار.

وأضاف “للأسف، العرب يغضون النظر حاليًا عن لبنان بسبب غياب الدولة، حيث تُتخذ القرارات خارج مؤسسات الدولة بسبب تأثير حزب الله. وحتى أصدقاؤنا من الغرب قد غادروا، ولكن إذا تمكنا من انتخاب رئيس يؤمن باستعادة سيادة القانون، فإن إعادة الإعمار لن تكون عائقًا”.

وفيما يتعلق بالانقسامات الطائفية، أوضح أن “حزب الله لم يكن يمتلك أغلبية في البلاد خلال السنوات العشرين الماضية، ومع ذلك تمكن من تحديد مسار الحكم من خلال تحالفاته مع الشخصيات الأكثر فسادًا”.

أما فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، اعتبر جعجع أن لبنان يحتاج إلى تحسينات عميقة ولكن غير مؤلمة، مشيرًا إلى أن التهريب وخسائر قطاع الكهرباء يمكن أن تؤدي إلى جمع مليارات الدولارات من خلال الإصلاحات البسيطة.

وفيما يتعلق بالشائعات حول توترات بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية، أكد جعجع أنها مجرد وهم، مشددًا على أهمية التعاون السياسي رغم اختلاف الآراء.

حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، ذكر أنه “يمكن حلها حالما تتشكل دولة حقيقية في لبنان”، وأكد أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تتولى الاهتمام باللاجئين. أما بخصوص النازحين السوريين، فقد أكد أنهم لم يعودوا لاجئين وأن الوضع الأمني في شمال سوريا يسمح بعودتهم.

وفي نهاية الحوار، قال جعجع إن “الخوف من التوترات الطائفية نتيجة النزوح قد يؤدي إلى عدم الاستقرار، لكنه لا يشير إلى احتمالية نشوب حرب أهلية جديدة”، داعيًا الجميع إلى العمل على التخفيف من حدة هذه الأوضاع.