اكتشاف فيروس جديد التهديد المحتمل من القوارض إلى البشر
في تطور علمي مثير، أعلن الباحثون عن اكتشاف فيروس جديد ينتمي إلى عائلة الفيروسات التي تسبب الحصبة والنكاف. وقد تم اكتشاف هذا الفيروس على يد الدكتور جون ليدنيكي في ظروف غير متوقعة.
تبدأ القصة عندما أسقطت قطة الدكتور ليدنيكي، المعروفة باسم بيبر، فأر القطن الشائع عند قدميه. وبصفته عالماً في الأحياء الجزيئية، قرر الدكتور ليدنيكي أخذ الفأر إلى مختبره لإجراء المزيد من الفحوصات.
ومن خلال الدراسات المخبرية، تمكن من اكتشاف نوع جديد من فيروس جيلونغ، والذي تطور من سلالات معروفة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
وقد أطلق الباحثون على الفيروس الجديد اسم “فيروس Gainesville القوارض جيلونغ 1” (GRJV1). وعند عزل الفيروس، تبين أنه قادر على التكاثر في خلايا القرود والبشر، مما يشير إلى إمكانية انتقاله إلى البشر من خلال التعرض لبراز القوارض المصابة.
وكان الاعتقاد سابقاً أن هذا النوع من الفيروسات يصيب القوارض فقط، لكن تم اكتشافه مؤخراً في الخفافيش والقطط، مما يفتح المجال أمام تساؤلات حول انتقال الفيروسات إلى أنواع أخرى، بما في ذلك البشر، حسبما أشار الباحثون.
حتى الآن، لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كان الفيروس الجديد يسبب مرضًا لدى البشر. ومع ذلك، فإن فيروسات جيلونغ قد تسبب أحيانًا أمراضًا تنفسية شديدة، مثل السعال والحمى وصعوبة التنفس، على الرغم من عدم كونها قاتلة عادةً.
وأثارت النتائج الجديدة تساؤلات حول الأمراض الأخرى التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. وفي هذا السياق، قالت إميلي دي رويتر، مرشحة الدكتوراه في الفريق البحثي “لم نتوقع اكتشاف فيروس بهذا الشكل، وهذا يعكس وعيًا متزايدًا بأن الكثير من الفيروسات غير المعروفة قد تنتشر في الحيوانات القريبة من البشر”.
على الرغم من ذلك، أكد الدكتور ليدنيكي أنه لا داعي للقلق المفرط بشأن هذا الاكتشاف. وأوضح أنه حتى إذا كان الفيروس قادرًا على الانتقال إلى البشر، فإن الباحثين لا يزالون غير متأكدين من مدى خطورته.
كما أضاف أن هناك فيروسات معروفة تنتقل من براز الفئران إلى البشر، ولكن فرص العدوى نادرة، لأن معظم الأشخاص لا يتعرضون لبراز الفئران البرية بشكل متكرر.
يجدر بالذكر أن فأر القطن هو نوع من الفئران يعيش في المستنقعات والغابات والحقول والكثبان الرملية في جنوب شرق الولايات المتحدة، وقد يظهر أحيانًا في المنازل في ولايات تكساس وفيرجينيا وفرجينيا، لكنه يُعتبر أكثر شيوعًا في المناطق الخارجية.
تشير الأبحاث إلى أن مجموعة أخرى من فيروسات القوارض، مثل فيروسات هانتا، تؤثر على حوالي 30 شخصًا في الولايات المتحدة سنوياً، وتسبب أعراضًا كالغثيان والتشنجات والحمى.
نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Pathogens.
المصدر ديلي ميل