انتقد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي”، النائب وليد جنبلاط، بشدّة ما أسماه “ازدواجيّة المعايير الغربية”، مشيرًا إلى “حرب الإرهاب” التي تستهدف أحياء مكتظّة بالسكان بشكل عنيف. وأوضح أن هذا الأمر يكشف عن نفاق واضح في تقديم الادعاءات الغربية، متساءلاً عن سبب حرمان الفلسطينيين من حقهم في النضال لتحقيق تطلعاتهم المشروعة بعد أن سُلب منهم كل شيء. وأضاف “يا لها من مفارقة”.

وفي مقال له في صحيفة “L’Orient Today”، أكد جنبلاط أن الأرواح البشرية أصبحت مجرد إحصاءات في عالم السياسة الحالي، وأعرب عن أسفه لعدم قدرة الحقيقة على الظهور بسبب الحملات الدعائية الفارغة. ودعا إلى ضرورة أن يظهر الغرب نفس الغضب والشجاعة الذين يُظهرهما في حديثه عن الحرب الأوكرانية، في قضايا الحروب المستمرة في غزة ولبنان.

كما تساءل جنبلاط “إلى متى ستستمر إسرائيل في تجسيد الضحية والتهرب من المساءلة في الوقت الذي تمارس فيه العنف ذاته الذي عانوا منه في الماضي ضد أبرياء ليس لهم علاقة بذلك التاريخ المروّع؟”، مشددًا على أن الوقت قد حان للتركيز على ممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كتهديد حقيقي للعلاقات التي تسعى الولايات المتحدة إلى بنائها مع شعوب المنطقة.

ولفت جنبلاط أيضًا إلى تناقضات الموقف الأوروبي، حيث تظهر قادة أوروبا “القويّة والموحّدة” اهتمامًا كبيرًا بالقضية الأوكرانية وتفرض عقوبات على موسكو، لكن أصواتهم تختفي عندما يتعلق الأمر بسياسات إسرائيل. واستثنى من ذلك بعض الأصوات الشجاعة التي تنادي بالعدل. كما دعا جميع الأطراف الدولية والإقليمية، بما في ذلك إيران وإسرائيل، لاحترام سيادة لبنان والسعي نحو وقف إطلاق النار وإنهاء إراقة الدماء.

وشدد على ضرورة أن يتوقف الجميع عن إدخال لبنان والدول المجاورة في حروب بالوكالة تُسبب المعاناة والموت. وطالب القوى السياسية اللبنانية بالتوصل إلى توافق فورى، والتوحد لانتخاب رئيس وفاقي وتشكيل حكومة لإنقاذ ما تبقى من لبنان.

ورغم الأوضاع الراهنة، وجه جنبلاط نداءً للتنبه “تحركوا قبل أن تبتلعنا دوامة العنف”، مشددًا على الحاجة الملحة لإعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بسرعة على أن يتولى الجيش اللبناني دوره الشرعي لضمان الأمن والاستقرار.