عقد إتحاد بلديات الضنية اجتماعاً في بلدة بخعون برئاسة رئيس الاتحاد محمد سعدية، حيث تم مناقشة أزمة الوافدين إلى المنطقة من المناطق المتأثرة بالاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب، البقاع، بيروت، والضاحية الجنوبية. وتأكّد خلال الاجتماع على ضرورة تقديم المساعدات العاجلة للوافدين، الذين يتجاوز عددهم 10 آلاف، نظراً لأوضاعهم الاقتصادية، الاجتماعية، والصحية الصعبة.
وذكر المجتمعون أن “جهات الإغاثة المحلية والدولية تخلّت عن تقديم أي مساعدات للوافدين المقيمين في البيوت، وتركت المساعدات تقتصر فقط على القاطنين في مراكز الإيواء المدرسية والثانوية والمعاهد الفنية الرسمية. هذه الظروف زادت من معاناة الأهالي الذين استضافوا الوافدين في منازلهم، تعبيراً عن كرمهم ووحدتهم الوطنية، رغم عدم قدرتهم على تحمل هذا العبء بمفردهم”.
وأضافوا أن “90% من الوافدين المقيمين في الضنية تم استضافتهم من قبل أهالي المنطقة، وهم في غالبيتهم من الفقراء والمزارعين وذوي الدخل المحدود، الذين بالكاد يتمكنون من تأمين احتياجات أسرهم، مما يُظهر أن تخلي الدولة وجهات الإغاثة عن واجباتهم تجاه هؤلاء الوافدين هو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأشار المتحدثون إلى أن “فصل الشتاء يقترب، وقد بدأ بعض الوافدين في قرى وبلدات جرد الضنية يشعرون ببرودة الطقس في الأيام الأخيرة. لذا، فإن على جهات الإغاثة تقديم مساعدات عاجلة تتضمن فرش وأغطية، فضلاً عن تأمين المحروقات لتفادي مشكلات صحية خطيرة، خصوصاً للمرضى وكبار السن والأطفال”.
وأكدوا أن “البلديات تُركت وحيدة في مواجهة الأزمة، بعد أن رُميت المسؤوليات على عاتقها من قبل الجهات الرسمية والدولية، وهي تعاني من عجز مالي شديد، مما يجعلها غير قادرة على تقديم المزيد من الخدمات للوافدين، خاصة في مرافق الرعاية الصحية التابعة لها. كما أن مساعدات ضئيلة فقط تصل إلى الوافدين في الضنية، مع تجاهل هذه الجهات التنسيق مع البلديات والمخاتير للحصول على المساعدات اللازمة”.
وحذروا من أن “المتابعة في هذا النهج تجاه الوافدين في الضنية، والمناطق الأخرى، يمكن أن تؤدي إلى أزمة اجتماعية ومعيشية واقتصادية وصحية كبيرة، يصعب تلافيها لاحقًا إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة سريعًا قبل فوات الأوان”.