مصر تمتنع عن العمل العسكري ضد الحوثيين رغم الأضرار الاقتصادية

ذكرت مجلة “يسرائيل ديفينس” العسكرية، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، أنه بالرغم من الأضرار الكبيرة التي أصابت عائدات قناة السويس والقلق من الانهيار الاقتصادي، فإن مصر تُفضل عدم اتخاذ عمل عسكري ضد الحوثيين.

وأشار تقرير المجلة إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة للاعتبارات الاستراتيجية وخوفها من التصعيد الإقليمي بالإضافة إلى العلاقات السياسية مع العالم العربي، مما يجعلها تتجنب القيام بأي عمل عسكري.

وأوضح التقرير أنه في الآونة الأخيرة، أعلن الحوثيون عبر منصة تويتر عن تنفيذ هجوم في باب المندب من الجانب المصري، حيث استهدفوا ناقلة بريطانية تُدعى “كورديليا مون”، باستخدام زوارق بدون قبطان، مما أسفر عن انفجار على جانبي السفينة. وتأتي هذه الهجمات كجزء من جهود الحوثيين لفرض حصار بحري على المنطقة كاستجابة للصراع في غزة، إلا أن القاهرة لم تتخذ أي إجراء.

كما أشار التقرير إلى أن الحوثيين قد وسعوا أنشطتهم منذ بداية أكتوبر الجاري، حيث أغلقوا باب المندب أمام السفن وهاجموا القوارب التجارية المتوجهة إلى إسرائيل وأوروبا. ونتيجة لذلك، تضررت حوالي 100 سفينة مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في ممرات الشحن العالمية، واضطرت السفن إلى التحول نحو القرن الأفريقي مما زاد من مدة الرحلة بحوالي أسبوعين ورفع الأسعار في الأسواق الأوروبية.

وأضاف التقرير أنه من المدهش أن مصر لم تشارك في أي جهود لتحرير الممرات البحرية، ولم تنضم للتحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة، على الرغم من الأضرار الاقتصادية الفادحة مع انخفاض عائدات قناة السويس بنسبة 40% وهبوط في صادرات الغاز إلى أوروبا. لذا، تبقى مصر في موقف المتفرج.

واختتم التقرير بسؤال مهم “لماذا تمتنع مصر عن العمل العسكري؟”، موضحًا أن مصر تعتبر من الضحايا الرئيسيين من هذا الحصار البحري، حيث يعاني اقتصادها من الأزمات الناجمة عن تدهور قناة السويس، التي تعد من أهم مصادر الدخل في البلاد.

ورجح التقرير أن تكون الإجابة أكثر تعقيدًا من الاعتبارات المالية فقط، إذ أن مصر استخلصت العبر من تجربة الحرب الأهلية في اليمن ضد الحوثيين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهي تدرك بشكل جيد العواقب المحتملة لفتح جبهة عسكرية جديدة ضد إيران التي تدعم الحوثيين.

كما أشار الموقع إلى أن السياق السياسي الإقليمي يلعب دورًا كذلك، حيث يُنظر إلى أي تحرك عسكري واسع من قبل مصر على أنه دعم غير مباشر لتصرفات إسرائيل في غزة، وهو ما تفضل مصر تجنبه.

تفضل القاهرة الضغط السياسي وتعزيز وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، اعتقادًا منها بأن هذا هو السبيل الأمثل لإنهاء القتال بدلاً من الدخول في صراع عسكري قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع.

اختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن مصر اختيارها يعكس استراتيجية ضبط النفس، حيث تدرك تمامًا التحديات الأمنية الناتجة عن الحصار البحري، لكنها تقيّم المخاطر المحتملة لزيادة التوترات العسكرية.

المصدر يسرائيل ديفينس