قنبلة القيصر أقوى تجربة نووية سوفيتية على الإطلاق

في حدث تاريخي، قامت قاذفة استراتيجية سوفيتية من طراز “توبوليف – 95” بإسقاط “قنبلة القيصر” التي تُعد من أقوى القنابل النووية في التاريخ. انطلقت الطائرة، التي تضم طاقماً مكوناً من تسعة أفراد، من مطار أولينيا العسكري بشبه جزيرة كولا، في أقصى شمال غرب روسيا. عند الساعة 1133، أسقطت القنبلة من ارتفاع 10,500 كيلومتر فوق موقع التجارب النووية في أرخبيل “نوفيا زيمليا”.

بعد أن ابتعدت القاذفة بشكل آمن، وقع انفجار ضخم على ارتفاع 3,700 كيلومتر من سطح الأرض. كان الانفجار نتيجة قنبلة القيصر مفاجئاً، حيث تشكلت سحابة هائلة وصلت إلى ارتفاع 67 كيلومتراً، كما بلغ قطر القبة المتوهجة الناتجة عن الانفجار 20 كيلومتراً.

موجة الصدمة الناتجة عن الانفجار دارت حول كوكب الأرض ثلاث مرات، حيث تسببت في تدمير المباني الخشبية تقريباً على مسافة عدة مئات من الكيلومترات. وكان وميض الانفجار مرئياً من مسافة تصل إلى ألف كيلومتر، رغم السحب الكثيفة التي كانت تغطي أرخبيل “نوفايا زيمليا”. ونتيجة لهذا الانفجار، تعطلت الاتصالات اللاسلكية في القطب الشمالي لمدة تقارب ساعة.

استمر الوميض النووي بين 65 و70 ثانية، فيما احتفظت السحابة النووية بشكل الفطر لفترة طويلة، وكانت مرئية على مسافات بعيدة. وقد قُدرت قوة انفجار “قنبلة القيصر” الحرارية ما بين 50 إلى 58 ميغا طن، ما يعادل ملايين الأطنان من مادة تي إن تي، مما يجعلها أقوى بحوالي 3,000 مرة من القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما عام 1945.

علق الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف مازحاً أن الاتحاد السوفيتي لم يرفع قوة القنبلة إلى 100 ميغا طن، منعاً لتحطم النوافذ في موسكو. والمثير، كان يخطط بالفعل لتفجير قنبلة حرارية تصل إلى 100 ميغا طن، ولكنه تراجع عن هذه الفكرة خوفاً من العواقب البيئية.

بدأ الاتحاد السوفيتي في تطوير الأسلحة النووية الحرارية منذ أواخر الأربعينيات بقيادة العالم المعروف أندريه ساخاروف، حيث تم اختبار أول قنبلة هيدروجينية تحت اسم “آر دي إس – 6” في 12 أغسطس 1953. بالمقارنة مع القنبلة الحرارية الأمريكية التي اختبرت في نوفمبر من نفس العام، كانت قنبلة “آر دي إس – 6” أصغر حجمًا وأكثر تطورًا.

سعى الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لخلق توازن في القوة النووية مع الولايات المتحدة، وفي عام 1963، وقعت الدول الكبرى معاهدة تحظر التجارب النووية في الفضاء، تحت المياه، وعلى سطح الأرض. ومنذ ذلك الحين، أجرت روسيا، التي ورثت الاتحاد السوفيتي، تجربة نووية واحدة تحت الأرض في 24 أكتوبر 1990.

المصدر RT