أكدت مصادر مطلعة أن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله، شكّل تحولًا حاسمًا في الصراع المحتدم بين الحزب وإسرائيل. وقد عززت المكانة التي كان يحتلها نصر الله في قلوب أعضاء الحزب ومؤيديه هذه النقطة، حيث وُجد إجماع على أن لا أحد يمكنه شغل موقعه. بعد استشهاد نصر الله، كانت التوقعات تشير إلى أن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم سيتولى قيادة الحزب، لكن العديد كانوا يرون أن الشيخ هاشم صفي الدين هو الأقرب لهذا المنصب، مما أدى إلى تسريع محاولات إسرائيل لاغتياله أيضًا.

في خطوة مفاجئة، أعلن مجلس شورى الحزب عن تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا اليوم. ورغم أن قاسم لم يكن الخيار الأول، إلا أن تأخيرات الحزب عن تعيين أي شخصية خلال شهر كان لها تأثير كبير. وعلى الرغم من ذلك، استعاد الحزب عافيته العسكرية من خلال المواجهات في الجنوب والعمليات الاستهدافية ضد المستوطنات الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب. ولكن، ما السبب وراء العجلة في تعيين الأمين العام الجديد؟

قال مراقبون للشأن اللبناني أن هذا القرار كان بمثابة رسائل للعالم بأن الحزب قادر على استعادة قوته وصورته، والتحرك بنشاط سياسي وعسكري. وأشاروا إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يضطلع بدور مهم منذ عام 2006، يواجه ضغوطًا وانتقادات تتعلق بمواقف الحزب، وخاصة في ظل المفاوضات غير المباشرة. كما أن استمرار هذا الغموض لم يعد ممكنًا، مما جعل التعيين أمرًا ضرورة ملحة.

يسلط البعض الضوء على أن قرار تعيين قاسم يحمل رسالة قوية مفادها أن الحزب ليس فقط قادرًا على الاستمرار في القتال عسكريًا، ولكن أيضًا في الساحة السياسية. حيث أصبح من الواجب على الأطراف اللبنانية مراعاة وجود الحزب في أي مناقشات حساسة تهم لبنان.

يُعرف الشيخ نعيم قاسم بأنه شخصية أقل استفزازًا وعنادًا من البعض الآخر في الحزب. على الرغم من أنه لا يملك كاريزما السيد الشهيد حسن نصر الله، إلا أن ولاءه ومتابعته لمراحل الحزب الأساسية قد يجعله الشخصية المناسبة لقيادة الحزب في الفترة المقبلة، التي يُعتقد أنها ستكون حاسمة.

وفي ظل كل هذه التطورات، يبدو أن تعيين قاسم أمينًا عامًا هو بمثابة إشارة من الحزب إلى كافة المعنيين بأنه عاد بقوة إلى الساحة، ويمهد الطريق لمرحلة جديدة تتطلب استجابة فورية للتحديات القادمة.