شهد حفل الكرة الذهبية لعام 2023، الذي عُقد في مسرح “دو شاتليه” بالعاصمة الفرنسية باريس، جدلًا واسعًا بعد فوز نجم مانشستر سيتي، الإسباني رودريغو هيرنانديز المعروف بـ”رودري”، بلقب أفضل لاعب في العالم، متفوقًا على جناح ريال مدريد، البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي كان يعتبر المرشح الأبرز لنيل الجائزة قبل ساعات من بداية الحفل.

هل يستحق رودري هذا اللقب أم أن فوزه جاء على حساب فينيسيوس؟ للإجابة عن هذا التساؤل، يجب تحليل معايير اختيار الفائز ومقارنة إحصائيات اللاعبين.

تُمنح جائزة الكرة الذهبية بناءً على تصويت 100 صحفي يمثلون أول 100 دولة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، حيث يختار كل صحفي 10 لاعبين من قائمة تضم 30 مرشحًا. يحصل اللاعبون العشرة الأوائل على نقاط تتراوح بين 1 و15 نقطة وفقًا لترتيبهم.

تعتمد عملية اختيار الفائز على ثلاثة معايير رئيسية

  1. الأداء الفردي
  2. الإنجازات الجماعية
  3. الروح الرياضية والسلوك النظيف

المدة الزمنية التي يتم أخذها بعين الاعتبار عند التصويت تشمل الموسم الكروي الكامل وليس السنة الميلادية، مما يعني التركيز على الفترة من أغسطس 2023 إلى أغسطس 2024، مما يتجاهل إنجازات رودري في بداية هذا الموسم، حيث غاب عن الملاعب بسبب إصابة قوية في الرباط الصليبي.

الأداء الفردي واللحظات الحاسمة يجب تقييم أداء اللاعب طوال العام، حيث يتم النظر إلى الأداء البارز واللحظات الحاسمة التي قدمها في المباريات كعوامل مؤثرة.
أنهى فينيسيوس الموسم الماضي بتسجيل 24 هدفًا و11 تمريرة حاسمة، بما في ذلك هدف في نهائي دوري أبطال أوروبا، إلى جانب مساهماته الفعالة في “الليغا” والمباريات الدولية.

في المقابل، سجل رودري 9 أهداف وقدم 13 تمريرة حاسمة مع مانشستر سيتي، إضافة إلى هدف وحيد في كأس أوروبا، الذي توجت به إسبانيا، حيث تم اختياره كأفضل لاعب في البطولة.

الإنجازات الجماعية تبرز الإنجازات الجماعية الألقاب التي حققها اللاعب مع فريقه والمنتخب، مع التركيز على الألقاب المحلية والقارية والدولية. فينيسيوس تُوج بطلاً لدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني بالإضافة إلى السوبر الإسباني، بينما رودري حصل على لقب الدوري الإنجليزي وكأس أوروبا.

الروح الرياضية والسلوك النظيف تعد الروح الرياضية والسلوك الأخلاقي جزءًا جوهريًا من اختيار الفائز، حيث يُقدّر اللاعبون الذين يظهرون سلوكاً رياضياً لائقاً واحتراماً للخصوم.
فينيسيوس، رغم مهاراته كلاعِب شاب، يفتقر إلى “النضج الكروي” وقد ينجر أحياناً إلى استفزازات خصومه، بينما يُظهر رودري، في سن الـ28، سلوكاً هادئاً ونضجاً أكبر.

على الرغم من العوامل الكثيرة التي تقيم كلاً من اللاعبين، قد تؤثر العاطفة أحيانًا في تصويت الصحفيين، مما يؤدي إلى تفضيل لاعب على آخر. تعد جائزة الكرة الذهبية من أكثر الجوائز الرياضية جدلاً وتشويقاً، حيث تجمع بين المهارات والإنجازات والأخلاق الرياضية.

المصدر RT