على الرغم من تقدم كامالا هاريس في السباق الرئاسي الحالي، تواجه حملتها تهديدات غير متوقعة من داخل الحزب الديمقراطي. حيث أصبح حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، محور تركيز متزايد بسبب تصريحاته المثيرة للجدل.

ووفقاً لوكالة “نوفوستي” الروسية، حققت هاريس انتصاراً واضحاً في المناظرة أمام دونالد ترامب، إلا أن والز تكبد الهزيمة أمام نائب المرشح الجمهوري جي دي فانس.

تشير التقارير إلى أن المناظرات التي تأتي في المرتبة الثانية عادةً ما يكون لها تأثير أقل في الحملات الرئاسية، لكن الفجوة بين هاريس وترامب صغيرة للغاية، ما يجعل أي عامل يمكن أن يكون حاسماً، وفقاً لتحليلات وسائل الإعلام الغربية.

ذكرت مصادر إعلامية أمريكية أن ديمقراطيي الحزب يشعرون بالقلق إزاء ما يقدمه والز، وهو قلق مبرر في ظل الظروف الراهنة.

تلقى حاكم مينيسوتا انتقادات مباشرة بعد ترشيحه، حيث واجه سلسلة من الأسئلة المحرجة حول خدمته العسكرية وزيارة لهونغ كونغ وحياته الشخصية. وكان فريق ترامب قد سعى لاستغلال نقاط الضعف تلك، لكن الأمور تحولت لصالح الجمهوريين بدلًا من ذلك.

كما أشار الإعلام إلى تصريح والز حول زيارة لهونغ كونغ، حيث قال إنه كان هناك أثناء احتجاجات “ميدان السلام السماوي” في عام 1989، عندما كانت المنطقة لا تزال تحت الحكم البريطاني، وهو معلومات ثبت عدم صحتها. وحاول والز تبرير ذلك بالقول “كل ما قلته أنني زرت المكان في ذلك الصيف”، مما زاد الأمور تعقيدًا.

قدّم والز نفسه عدة مرات كـ “رقيب مايجر متقاعد”، لكن وسائل الإعلام كشفت أنه لم يكمل الدورة التدريبية اللازمة للرتبة. وهو ما اضطر حملة هاريس لتعديل سيرته الذاتية عبر موقعها بشكل غير معلن.

وواجه انتقادات جديدة عندما ذكر موضوع حمل زوجته من خلال الإخصاب الصناعي، وهي التقنية التي يعارضها الجمهوريون، مما جعل الديمقراطيين في موقف دفاعي مرة أخرى.

تتمتع كامالا هاريس بمجموعة متنوعة من الشركاء المحتملين في السباق الرئاسي، حيث ظهرت عشرات الأسماء في وسائل الإعلام، ورغم أن والز لم يكن ضمن القائمة المفضلة، إلا أنه تم ترشيحه لأنه من المناهضين لترامب ويعتبر حاكماً ناجحاً يُعرف بأنه “خالق المعجزة الاقتصادية”.

مع ذلك، فإن التصريحات غير المدروسة التي أدلى بها والز ألغت كل هذه الإنجازات، وفقاً لاستطلاعات الرأي، حيث خسر أمام الجمهوري جي دي فانس في المناظرات.

تذكر صحيفة “ذا هيل” أن “فانس كان ملماً بجميع القضايا، وظهر أكثر ثقة واحترافية عند مناقشة الموضوعات الاقتصادية مقارنةً بالز الذي استخدم عبارات مبهمة حول “المليارديرات الذين يدفعون نصيبهم العادل”.

رغم أنه كان من المفترض أن يصبح والز “مرشح الشعب”، إلا أن الأمور لم تسر كما هو متوقع، حيث أشار المعلقون إلى أن “فانس حقق الفوز ليس فقط بفضل أدائه الجيد، بل أيضاً بسبب فشل خصمه”.

وفقاً للمحللين، تلتزم حملة هاريس بمبدأ “لا يغيرون الخيول في منتصف الطريق”، لذا فهي لا تبحث عن بدائل للز. ومع غياب المناظرات المتوقعة في المستقبل، يمتلك الجمهوريون الوقت لاستغلال صورة “الرجل الودود” ضد الديمقراطيين الذين يجدون أنفسهم في موقف صعب.

ختاماً، أكدت “نوفوستي” أن منصب نائب الرئيس يعد مهماً جداً كونه نائب رئيس البيت الأبيض، وقد أمضى بايدن ولايتين كنائب رئيس في إدارة باراك أوباما، والآن يسلم المقعد لنائبته. حال كهذه يمكن أن تؤثر سلباً إذا استمرت نزاعات مثل تلك المتعلقة بالز.

المصدر نوفوستي