تحدث رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة، محذرًا من الأزمات التي يعاني منها كلا من الفريق الإسرائيلي وفريق حزب الله في ظل الوضع الراهن. حيث أشار إلى أن هذه الأزمات تؤثر على الصورة الإسرائيلية في ما يتعلق بالعمليات التي تجري في غزة والضفة الغربية.

وفي تصريحات له عبر قناة “الحدث”، قال السنيورة “يبدو أن كلا الفريقين قد انخرطوا في معركة عسكرية معقدة من دون وضوح بشأن حجمها ومدة استمرارها، مما يجعل الأمور تتجه نحو نتائج غير محبذة قد لا يستطيع أحد التحكم فيها.”

وعن الوضع اللبناني، أضاف السنيورة “نشهد الآن تصاعدًا في الأعمال العدائية من قبل إسرائيل، حيث تشن هجمات جوية مكثفة على لبنان، مستهدفة شخصيات محددة، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من المدنيين الأبرياء. وآخر هذه الهجمات كان في منطقة حارة صيدا، حيث تم استهداف أحد قادة حزب الله.”

كما أشار السنيورة إلى أنه رغم الانتصارات العسكرية التي تعلنها إسرائيل، إلا أن نتائجها لم تحقق الأهداف التي أعلنتها، بما في ذلك إعادة الأسرى أو إنهاء وجود حركة حماس أو حزب الله. وفي المقابل، تعاني إسرائيل من ضغوط في العمليات العسكرية البرية.

وتطرق إلى أسلوب حزب الله في المقاومة، مشيرًا إلى أن الحزب عاد لممارسة أسلوب حرب العصابات، مما أدي إلى إظهاره كتهديد متجدد لإسرائيل. وأكد السنيورة أن حزب الله يتعرض لضغوط بسبب تدخلاته الإقليمية وأنه لم يحقق مكاسب كبيرة من هذا التدخل.

ولفت إلى أن كلا الطرفين الإسرائيلي وحزب الله يحملان أعباء عدم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، مما أدى إلى استمرار الانتهاكات المتبادلة منذ 18 عامًا. وأكد السنيورة أنه على الطرفين الالتزام بهذا القرار بشكل فعلي.

كما دعا السنيورة إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة في لبنان تستطيع الالتزام بقرارات المجتمع الدولي وتخفيف حدة الأزمات داخل البلاد. مشيرًا إلى أن الوضع الهش الداخلي في لبنان، والذي أصبح أكثر تعقيدًا مع قدوم فصل الشتاء، يستدعي استجابة عاجلة.

في النهاية، أكد السنيورة أن هناك حاجة ماسة للتواصل والتعاون بين كافة الأطراف اللبنانية والدولية للخروج من الأزمات المتزايدة التي تعصف بالبلاد وبالمنطقة بشكل عام، محذرًا من المخاطر المحتملة في حال استمرت الأعمال العدائية.