ذكرت صحيفة الأخبار أن مصدرًا أمنيًا لبنانيًا كشف أن السفيرة الأميركية، دوروثي جونسون، تعمل باستمرار على استراتيجية تهدف إلى تجهيز لبنان لمرحلة ما بعد حزب الله. وأشار المصدر إلى أن جونسون استحدثت تعديلًا واحدًا في برنامجها، وهو الدعوة إلى التمييز بين الشيعة وحزب الله.

وأكد المصدر أن جونسون تواصل حديثها بشكل صريح حول ضرورة استخدام “الحرب الإسرائيلية الحالية لتدمير حزب الله نهائيًا، وليس فقط قدراته العسكرية”. وكشف عن محادثة جرت بين السفيرة وسياسيين لبنانيين، حيث أبلغتهم أنه “لا يمكن لإسرائيل أن تحقق جميع أهدافها عن طريق الحرب، وأن الوقت قد حان لتتحملوا مسؤولياتكم من خلال إطلاق انتفاضة داخلية تحت شعار “كفى”. واعتبرت أن على الشعب اللبناني أن يبدي رغبته في التخلي عن حزب الله، والعودة إلى سياق الأحداث التي طرأت بعد اغتيال رفيق الحريري، في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية التي تصب في مصلحتهم.

وأضافت السفيرة الأميركية في حديثها “لماذا تبدون خائفين، حزب الله مهزوم ووضع قيادته هش، ونحن متضامنون معكم، وجميع الدول الحرة تدعمكم. نحن لا نرغب فقط في تقليص نفوذ حزب الله، بل نعمل أيضًا على تقويض خطوط دعمه، وإسقاط نظام إيران”.

في سياق متصل، أفادت “الأخبار” أن مصدرًا أمنيًا رسميًا كشف عن محاضر اجتماعات خاصة عُقدت مع سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، حيث أشار جعجع إلى أن هناك اتفاقًا مع دولة خليجية كبرى لتحديد خطوات تنفيذية للمرحلة المقبلة تتماشى مع الرؤية الأميركية حول “لبنان بدون حزب الله”. وأكدت العناوين السياسية ضرورة اعتبار حزب الله كيانًا منبوذًا من المجتمع الدولي، وبداية إجراءات قانونية ضده.

وفي إطار الخطوات المحتملة، أضاف جعجع أنه يجب التعامل مع حزب الله كتنظيم إرهابي، مشابه لداعش، وإعادة فتح ملفات الجرائم المرتبطة به، بما في ذلك الاغتيالات السياسية وتدمير العاصمة اللبنانية.

ويعتقد جعجع أنه من الممكن تنظيم حملة توعوية تكشف أن أموال الدولة قد سُرقت لحماية سلاح حزب الله، وأن التمويل يأتي من أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات، مما يجيب عن تساؤلات حول تدهور الأوضاع في لبنان.

وأشار المصدر الأمني أيضًا إلى أن جعجع يتحدث عن ضرورة وجود شخصية قوية لرئاسة الجمهورية، حيث سيجد دعمًا من دول الخليج والولايات المتحدة لإعادة بناء الدولة اللبنانية. كما أنه يسعى إلى تعديل اتفاق الطائف بما يتماشى مع المطالب الجديدة.

كما اعتبر جعجع أن إسرائيل لديها استراتيجيات تكتيكية تهدف إلى مواجهة حزب الله، مشددًا على أن الحزب لم يعد يمثل لبنان بل أصبح تحت السيطرة الإيرانية. وأكد ضرورة أن تكون السفارة الإيرانية في بيروت موجهة كهدف عسكري، حيث تُعتبر مركزًا عملياتيًا للمخابرات الإيرانية وحزب الله.