نظام غذائي جديد لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني

يُعتبر الالتزام بنظام غذائي سليم أمراً حيوياً للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، حيث يساهم في تنظيم مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتناول الأدوية بشكل منتظم.

وجاءت دراسة جديدة لتسلط الضوء على تأثير “تقييد وقت الطعام”، حيث يركز البحث على أوقات تناول الوجبات بدلاً من نوعية الطعام أو كميته، لقياس تأثيره على مستويات الجلوكوز في الدم.

أما النتائج، فقد أظهرت أن توقيت تناول الوجبات كان مشابهًا لتوجيهات أخصائي تغذية معتمد، ولكن مع فوائد إضافية، إذ اعتُبر تقييد الوقت استراتيجية بسيطة وسهلة التزام، مما ساعد الأفراد على اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحسين عاداتهم الغذائية.

ما هو نظام تناول الطعام المقيد بالوقت؟

أصبح نظام “تناول الطعام المقيد بالوقت”، المعروف أيضًا باسم نظام 168، شائعًا لفقدان الوزن منذ حوالي عام 2015. وقد أثبتت الدراسات أنه فعال أيضًا لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني في إدارة مستويات الجلوكوز في الدم.

يتضمن هذا النظام تحديد أوقات معينة لتناول الطعام يوميًا، بعيدًا عن تركيز الكمية أو النوع. على سبيل المثال، يمكن تناول الطعام بين الساعة 11 صباحًا و7 مساءً، مع الصيام في الساعات الأخرى. هذا قد يؤدي بشكل طبيعي إلى تقليل الكميات المتناولة.

يساعد منح الجسم فترات من الراحة من الهضم بتوافق مع الإيقاعات اليومية، مما يعزز تنظيم عملية التمثيل الغذائي ويحسن الصحة العامة.

لدى مرضى السكري من النوع الثاني، يمكن أن يجلب تقييد وقت الطعام فوائد خاصة. حيث إن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم غالباً ما يحدث في الصباح، فتأخير الإفطار يمكن أن يتيح فترة للتفاعل النشط مما يساعد في تقليل مستويات الجلوكوز وإعداد الجسم للوجبة الأولى.

كما أظهرت دراسات سابقة أن المرضى الذين يمارسون تقييد وقت الطعام لاحظوا تحسنًا في مستويات الجلوكوز في الدم. وقد تأكدت هذه النتائج من خلال دراسات أخرى أظهرت تحسنًا في قياسات HbA1c، وهو مؤشر لقياس متوسط مستويات الجلوكوز في الدم على مدى ثلاثة أشهر.

في الدراسة الجديدة، قارن الباحثون بين تأثير تناول الطعام المقيد بالوقت ونصائح أخصائي تغذية معتمد على مدار ستة أشهر.

شارك في الدراسة 52 شخصًا (22 امرأة و30 رجلًا) تتراوح أعمارهم بين 35 و65 عامًا، جميعهم مصابون بداء السكري من النوع الثاني ويستخدمون دواءً عبر الفم لإدارة حالتهم.

ووجدت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام تقييد وقت الطعام حققوا تحسنًا ملحوظًا في مستويات الجلوكوز في الدم، مماثلًا تقريبًا لما حصل عليه المشاركون الذين تلقوا النصائح الغذائية التقليدية. كما أشار العديد من المشاركين إلى فقدانهم من 5 إلى 10 كغ.

أظهر المشاركون في نظام تقييد وقت الطعام تأقلمًا جيدًا مع هذا النمط الجديد، حيث ساعدهم الدعم العائلي في الالتزام بأوقات الوجبات المبكرة. يعد هذا النظام سهل التطبيق، حيث يركز على توقيت الوجبات دون الحاجة إلى تغييرات غذائية معقدة، مما يجعله مناسبًا لمعظم الخلفيات الاجتماعية والثقافية.

المصدر ميديكال إكسبريس