رحلة إرنستو تشي غيفارا من المتمرد إلى الأسطورة

يعتبر إرنستو تشي غيفارا رمزاً للمقاومة والثورية حول العالم. وُلد غيفارا في عائلة أرجنتينية برجوازية، ولكنه اختار أن يحمل هموم الفقراء ويجعل من قضاياهم محور حياته.

رغم معاناته من الربو منذ طفولته، استمر في مواجهة “الإمبرياليين” حتى آخر لحظة. انتقل من الأرجنتين إلى كوبا، حيث ساهم في قيادة ثورتها البارزة إلى جانب فديل وراؤول كاسترو، وتولى بعد الثورة مناصب هامة مثل وزير الاقتصاد ورئيس البنك الوطني، ولكنه سرعان ما تخلى عنها.

في ربيع عام 1965، غادر غيفارا كوبا برفقة 150 متطوعاً إلى الكونغو، باحثاً عن استمرار كفاحه. قبل مغادرته، أرسل رسائل وداع إلى فديل كاسترو وعائلته، حيث قال “أعتقد أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد أمام الشعوب التي تناضل من أجل تحررها”.

انضم غيفارا إلى تمرد في الكونغو، ولكن محاولته فشلت، مما أدى إلى اختفائه عن الأنظار لمدة عام. وبنهاية عام 1966، ظهر في بوليفيا حيث بدأ تدريب المتمردين على حرب العصابات.

خلال هذه الفترة، طلب الرئيس البوليفي آنذاك مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مما أدى إلى تشكيل وحدة عسكرية لملاحقة غيفارا. وبعد قتال استمر عاماً في غابات بوليفيا، اعتُقل غيفارا في 8 أكتوبر 1967 بعد معركة مع القوات الحكومية.

نُقل غيفارا ورفاقه إلى كوخ طيني في قرية “لا هيغيرا”، حيث واجه رفضاً من جانب غيفارا للتحدث مع الضباط البوليفيين. وعُرف عن مظهره الصعب بعد القبض عليه، لكنه ظلت روح المقاومة حاضرة فيه.

في صباح 9 أكتوبر 1967، أصدر الجنرال رينيه بارينتوس أمر تنفيذ إعدام غيفارا. كان ماريو تيران هو من تولى تنفيذ الحكم، حيث تم استدراجه إلى ذلك من قِبل عميل لوكالة الاستخبارات. وعندما أدرك غيفارا مصيره، صرخ “أعلم، لقد أتيت لقتلي. أطلق النار”

بعد إطلاق النار عليه بتسع رصاصات، تمت نقل جثة غيفارا إلى فاليغراند، حيث تم عرضها على وسائل الإعلام وتم بتر يديه. تم دفن جثته في قبر سري، وكشفت مكانه فقط في عام 1995.

في عام 1997، تم إعادة رفات غيفارا إلى كوبا، حيث دفن بشكل رسمي في ضريح بمدينة سانتا كلارا. على الرغم من مغادرة جسده، فإن “أسطورته” لا تزال حية ومتوهجة في قلوب الملايين.

المصدر RT