تعتبر تاريخ الموسيقى العربية مرصعًا بأسماء لامعة، ومن بينها الموسيقار اللبناني ملحم بركات، الذي أسهم بشكل كبير في إغناء المكتبة الموسيقية اللبنانية. تميز بركات بارتباطه الوثيق باللهجة اللبنانية، فضلاً عن أسلوبه الفريد في التلحين، مما جعله يجمع بين الطرب الأصيل والمعاصرة. يملك بركات مجموعة متميّزة من الأعمال الفنية، تشمل نحو 13 ألبومًا وأكثر من 107 ألحان.

نشأته واكتشاف موهبته

وُلد ملحم بركات في كفرشيما عام 1945، في عائلة متوسطة الحال. بدأ يعبر عن حبه للفن منذ الطفولة من خلال عزف العود ودندنة أغاني لموسيقار محمد عبد الوهاب. لفتت موهبته انتباه الفنان حليم الرومي الذي شجعه على متابعة مسيرته الفنية.

دراسته للموسيقى

صمم ملحم على دراسة الموسيقى رغم معارضة والده، الذي كان يفضل إبعاده عن هذا المجال. التحق بالمعهد الوطني للموسيقى، حيث تدرب على المواد الموسيقية المختلفة لمدة أربع سنوات، ودرس على يدي أساتذة كبار مثل سليم الحلو وزكي ناصيف.

إنضمامه إلى الأخوين رحباني

سرعان ما انطلقت مسيرته الفنية بعد انضمامه إلى الأخوين رحباني، حيث شارك في العديد من المسرحيات مثل “بيّاع الخواتم” و”فخر الدين”. استمر في تقديم أعمال فنية مميزة، مما ساهم في تعزيز موقعه كأحد أبرز الفنانين اللبنانيين.

نشاطاته الفنية ومسرحياته

تألق ملحم بركات في عالم المسرح من خلال مشاركته في أعمال هجينة ومثيرة، منها “الأميرة زمرد” و”ومن الحب ما قتل”. كما قام بإحياء العديد من الحفلات في المهرجانات العربية والدولية، مقدماً أعمالاً لأبرز الفنانين في الوطن العربي.

بداية مسيرته في التلحين

ازدهرت موهبة التلحين لديه في السبعينيات، حيث أبدع في تلحين العديد من الأغاني للفنانين المعروفين مثل الشحرورة صباح وماجدة الرومي. برزت أعماله بفضل قدرته على المزج بين الأصالة والحداثة.

التعاون مع كبار الفنانين

تعاون ملحم بركات مع عدد كبير من الملحنين والشعراء، ما أضاف لإبداعاته لمسات فريدة. ورغم عدم تعاونه مع فيروز بسبب ظروف خاصة، إلا أن مسيرته ظلت مليئة بالنجاحات والأعمال المميزة.

أعماله الوطنية

غنى ملحم بركات العديد من الأغاني الوطنية التي تعكس حبه لبلده، مثل “لبنان يا بلدنا”. وقد تناولت بعض أغانيه قضايا وطنية حساسة، مما جعله شخصية محورية في الساحة الفنية.

الجوائز والإشادات

نال ملحم بركات العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لإبداعاته في الفن، وتُوج بجائزة الأرز من رتبة كومندور. وظلت أعماله خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.