ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في تقرير حديث أن البيان الرسمي للسعودية بعد الهجوم الإسرائيلي يعكس نهجًا أكثر احتسابًا، حيث يعترف بسيادة إيران بينما يُظهر قبولًا ضمنيًا لأفعال إسرائيل المتعلقة بالأمن الإقليمي.

وأشارت الصحيفة إلى أن “من اللافت أن البيان السعودي لا يشير بشكل مباشر إلى إسرائيل، ويفتقر إلى عبارة ‘العدو’، وهي عبارة شائعة يتم استخدامها من قبل الدول التي لا تعترف بوجود إسرائيل”، مضيفةً أنه “قد يكون هناك مصادر قلق تلعب دورًا مؤثرًا في قرارات تل أبيب، خاصةً بعد أن قدّمت السعودية الدعم لإسرائيل خلال الهجوم الإيراني في نيسان الماضي، ومع التحسن الأخير في العلاقات بين الرياض وطهران”.

ولفتت الصحيفة إلى أن التطورات الأخيرة في علاقة السعودية وإيران تُثير القلق ليس فقط لإسرائيل، بل أيضًا لأي دولة تستثمر في تحقيق السلم والاستقرار بالمنطقة. وأوضحت أن السعودية وإسرائيل، على مدار عقود، سعتا لتحقيق مصالح مشتركة، وغالبًا ما كان ذلك يتم بهدوء في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.

ورأت الصحيفة أن تحول تركيا إلى التركيز على تقارب مع إيران قد يُعرّض التحالف القائم، الذي يملك القدرة على تأمين الاستقرار طويل الأمد في المنطقة، للخطر. وأكدت أن السعودية يجب أن تستثمر بدلاً من ذلك في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، حيث توفر اتفاقيات أبراهام إطارًا للتعاون الثنائي.

كما أشارت الصحيفة إلى أن “على السعودية أن تقيّم المكاسب المحتملة من العلاقات مع إيران مقابل الفوائد طويلة الأمد الناتجة عن الشراكة الاستراتيجية مع إسرائيل”. وذكرت أن الدروس المستفادة من التاريخ واضحة، حيث لا يمكن الاعتماد على إيران لتعزيز السلام على المدى البعيد، بل ينبغي على الرياض التركيز على إسرائيل، الشريك الذي أظهر الاستعداد للتعاون والابتكار من أجل مستقبل أكثر سلمية.

وفي النهاية، ختمت الصحيفة بعبارة تحذيرية “نأمل أن لا تهدر السعودية هذه اللحظة المهمة من خلال الميل نحو الأطراف التي تفضل الاضطراب بدلاً من السلام”.