تشهد المجتمعات اليوم صراعًا مستمرًا بين قوى النور والظلمة، لكن يبقى دومًا في قلب الظلام شعاعٌ من الأمل. إننا نعيش أوقاتًا عصيبة، حيث تتصاعد عتمة الألم والحقد والحرب، وكذلك مشاعر الكراهية والانتقام. ولكن وسط هذه الظلمات، يبقى هناك بصيص من النور، يأتي كعطاء إلهي وسط الأزمات.

إذا كنا نرغب في خدمة البشرية ومساعدتهم بحب، فإن الله يرفعنا كأنوار تضئ العالم. كما يعكس القمر ضوء الشمس، يقوم بعض المؤمنين بإبراز الأفعال والنيات الطيبة، مما يُحيي الأمل بين الناس ويخفف من سواد الظلمة.

نور الله لا يمكن إخفاؤه، حتى في أقسى الظروف، لأن هناك دومًا مؤمنين يرتبطون بكلمته ويعملون لضوء يشع في قلوبهم.

رغم الأوقات الصعبة، هناك أناس يُجسدون الأمل من خلال مجالات مختلفة، حيث يؤمنون بخدمة المجتمع بصمت وتفانٍ. لكن على الجانب الآخر، هناك من يفضلون العتمة، يسعون لنشر الشر والفتنة، مما يزيد من التحديات التي تواجه لبنان.

ما تفعله قوى الظلام لن يخيف النور، فالبدر يظهر فقط من بين غيوم الليل، والفجر يبزغ من قلب الظلام. الناس الذين يعيشون في النور هم شاهداء إيجابيين على الله في جميع مجالات حياتهم.

هذه الكلمات مستوحاة من مجموعة من الشابات اللواتي يحملن اسم “نور”، حيث يتطوعن في مجال الإغاثة، ويدعمن قضايا مجتمعية، ويعكسن الصمود والأمل في حياتهن رغم التحديات. إنهن مثال يحتذى، حيث تكافح كل واحدة منهن للحفاظ على الإرث الثقافي والعمل من أجل مستقبل أفضل، مساهِمات في نشر لغة الإيجابية بدلًا من لغة السلاح.

إلى هذه الشابات، أقول كُنَّ نورًا ساطعًا دائمًا في عتمة الحياة، وكونوا قدوة لغيركن. عندها، سيتجلى نوركن أمام الناس، “فيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى ٥ ١٦).