في دلالة قوية على الهوية اللبنانية، تم ترديد عبارة “إنَّا لِلبنانَ وإنَّا إلَيهِ راجِعونَ” كقانون إيمان يشكل أساساً لرابطة تمتد بين الأساطير والواقع.
هذه العبارة، التي ارتبطت بتراتبية جيوسياسية عميقة، تشير إلى أوروبا، التي تحاكي ملحمة ملك صور والذي أقسم الولاء لآلهة الغرب، وكذلك أخته إلسار، التي أسست مدينة قرطاج. عروس البحر الأبيض المتوسط، تكشف لنا عن تاريخ حضارة لبنان، حيث استمرت الأجيال في الحفاظ على قيم الإخلاص والتفاني.
يعتبر زينون الصيدوني من الشخصيات البارزة في هذه الرواية، فقد تعلّم من أصوله وكوّن أفكاره في كل من أثينا وروما، رافضاً الانتماء لمواطني الإغريق. عبر هذا التاريخ، تم تجسيد بيروت كعاصمة مملكة لبنان، بل كرمز للجمال والاحتواء.
وبحسب المؤرخين، فإن العبارة المذكورة تعكس القوة والجمال الذي يجمع في لبنان بين الشرق والغرب، مما يجعله محوراً مهماً للتواصل والتفاعل الحضاري.
عبر هذا النص، تُظهر لبنان كغيرها من البلدان العريقة التي أنتجت أبرز العقول والابتكارات، كما تبين القدرة على التكيف بين التقاليد الحديثة والإرث الثقافي العريق. في إطار هذه التحولات، تتجلى الكلمات كدعوة للاستمرار في الحلم والتطلع إلى المستقبل، مستندين إلى القيم الإنسانية.
هذا هو لبنان، الطالع من رحم حضارة غنية، ينادي بالخلاص والالتزام بالقيم الرفيعة، فنحن أبناء هذا البلد ونحمله في قلوبنا إلى الأبد، لنؤكد فخرنا واعتزازنا به.
في الختام، مهما تعددت المحن، تبقى العقيدة واحدة “إنَّا لِلَّبنَان وإنَّا إلَيهِ راجِعونَ”