الحرب الأطول والأكثر دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عام من الصراع المستمر
تُعتبر الحرب المستمرة في قطاع غزة، التي بدأت قبل عام تحت ذريعة عملية “طوفان الأقصى”، من بين الأطول والأكثر دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وقد شهدت الأحداث أيضًا تصعيدًا في جنوب لبنان عندما أطلق “حزب الله” جبهة الإسناد دعماً للشعب الفلسطيني المُحاصَر، مما أدى إلى اتساع نطاق الصراع ليشمل مناطق متعددة، مسببةً حالة من الفوضى والعنف المتزايد.
تشير التوقعات إلى أن هذه الحرب، التي تُعرف عالميًا بـ “حرب الإبادة”، تمثل نقطة فارقة في تاريخ الصراع، حيث أصبحت المجازر المتكررة محورًا لتدخلات المحاكم الدولية. يظل مصير المنطقة غامضًا، وسط مساعي البعض لتطبيق “شرق أوسط جديد”.
في بداية الحرب، كان واضحًا أن “طوفان الأقصى” كان نتيجة مباشرة للسياسات الإسرائيلية التي تصاعدت تحت حكم الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. ومع مرور العام على الحرب، يتزايد القلق بشأن استمرار الصراع وتداعياته المرعبة.
الحرب التي بدأت كصراع قصير الأمد قد تاهت في دوامة من العنف، حيث لم يكن أحد يتوقع أن تستمر لعام كامل، مع ارتفاع عدد القتلى والتضحيات بشكل غير معقول. في قطاع غزة، واجهت السلطات تحديات إنسانية ضخمة، حيث وصل الوضع إلى حد الإبادة حسب تقييمات محكمة العدل الدولية.
أما في لبنان، فقد تفاقمت الأوضاع أيضًا، حيث كانت الخسائر البشرية في الأسبوعين الماضيين أكبر مما تعرض له لبنان خلال حرب تموز 2006. وزادت الاغتيالات المرتبطة بـ “حزب الله” من تعقيد الأوضاع، مما أدى إلى أزمة نزوح وتهجير تهدد الاستقرار الاجتماعي.
تؤكد التقارير أن التكلفة البشرية والاقتصادية للحرب كانت باهظة، لا سيما بالنسبة لـ “حزب الله”، الذي تعرض لضغوط كبيرة غير متوقعة. كما لا يزال زعيمه السيد حسن نصر الله بعيدًا عن الاحتفاظ بعقده القيادي رغم الضغوط التي تلاحقه.
على الرغم من الأوضاع الصعبة، فإن التصريحات الرسمية من “حزب الله” وحركة حماس تؤكد على الأمل في النصر والمقاومة. قائلين إن “زمن الهزائم ولّى، وجاء نصر الله”. تتواصل التساؤلات حول كيف يمكن إنهاء الحرب وإمكانية وجود أمل وسط الدمار الحالي.
في ظل الجدل الدائر، تتزايد الانتقادات للسياسات الغربية التي تدين الهجمات على “طوفان الأقصى” وفي الوقت نفسه تُشرعن الهجمات الإسرائيلية. تبقى المخاوف قائمة حول الموقف الغربي تجاه هذه الأزمة الإنسانية، وسط دعوات عاجلة لإنهاء ما وصف بعار الإنسانية.