في الآونة الأخيرة، أصبحت المسلسلات التركية ذات الطابع العائلي تُعرف بتقديم قصص حب مؤثرة، ولكن نوعية الإنتاجات شهدت تحولاً ملحوظاً. فقد بدأت المنصات العالمية، وخاصة نتفليكس، في تقديم أفلام تركية تتسم بمشاهد جريئة للغاية. كان أحدث هذه الإنتاجات فيلم “A True Gentleman” الذي يضم النجمين شاتاي أولسوي وإيبرو شاهين، حيث يتجاوز الحدود التي عُرفت بها السينما التركية في الماضي.
من الواضح أن هذه الأعمال المثيرة للجدل تحقق نسب مشاهدة عالية وتحقق إيرادات مرتفعة. ولعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو هل تعكس هذه الإنتاجات واقع المجتمع التركي، أم أنها نتيجة لاستراتيجية تسويقية عالمية؟ هناك وجهتا نظر رئيسيتان بهذا الشأن. يرى البعض أن هذه الأفلام لا تعكس واقع المجتمع التركي، بل تمثل إنتاجات “عالمية” يمكن مشاهدتها بأي لغة، مما يجعل من الصعب فرض قيود عليها.
في المقابل، يعبر بعض النقاد عن عدم تأييدهم لهذا النوع من المحتوى، مشيرين إلى أن الأعمال التركية الشهيرة، التي تتناول قصص الحب المتنوعة، مثل مسلسل “الحب لا يفهم الكلام” و”نور”، يمكن أن يُشاهدها المراهقون دون قيود تذكر. على الرغم من ذلك، يعتقد هؤلاء أنه لا ضرورة للاعتماد على الأفكار الإباحية لجذب جمهور أكبر.
وفي ختام الأمر، ينبغي الإشارة إلى أن المحتوى المقدم عبر المنصات الترفيهية يتطلب اشتراكاً شهرياً، مما يعني أنه لا يدخل كل منزل بشكل تلقائي. كما أن هناك تحذيرات بشأن العمر المسموح له بمشاهدة بعض الأعمال. لذا، ربما لا ينبغي إلقاء اللوم بالكامل على القائمين على هذه الأعمال، ولكن يجب أن تبقى القيم والأخلاق المجتمعية في الاعتبار، فالانفتاح الثقافي لا يعني تقليد كل ما هو غربي، وقد لا يكون كل تقليد مفيداً