كشفت مصادر ديبلوماسية في تقرير خاص لصحيفة “الجمهورية” عن التوجهات الدبلوماسية الفرنسية نحو وقف إطلاق النار في لبنان. وأفادت المصادر بأن “باريس تواصل جهودها عبر عدة محاور، ابتداءً من تأمين قوات اليونيفيل ضد أي استهداف، وخاصةً من قبل الجانب الإسرائيلي. ويدعم ذلك تعزيز مستوى المساعدة الدولية للبنان، وهو ما يهدف إليه مؤتمر دعم لبنان المزمع عقده في باريس، مع التركيز على ضرورة إنجاز الملف الرئاسي اللبناني في أقرب وقت ممكن رغم التحديات الحالية التي قد تؤجل هذا الأمر حتى بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، يتم تكثيف الاتصالات الدولية لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان وفقاً للقرار 1701.”
وأبرزت المصادر أن “باريس ترى أن تعبير لبنان عن استعداده للالتزام بالقرار 1701 ونشر الجيش اللبناني في منطقة عمليات القوات الدولية يمثل خطوة هامة ومتقدمة نحو تحقيق الأمن على الحدود بين لبنان وإسرائيل. لكن التحدي الكبير يكمن في تجاهل إسرائيل لهذه المساعي، حيث يتبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهج التصعيد، وهذا الوضع يتلقى دعماً أميركياً ملحوظاً.”
وأضافت المصادر “يسعى الفرنسيون إلى تحقيق حل ديبلوماسي يتمتع بموافقة جميع الأطراف، بينما يسعى الأميركيون لتحقيق مصالحهم من خلال دعم الجانب الإسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية. على هذا الأساس، تبذل باريس جهوداً مستمرة مع واشنطن، بهدف صياغة تسوية حول الخط اللبناني، إذ إن التعجيل بهذه التسوية يصب في مصلحة جميع الأطراف، في الوقت الذي يمكن أن يؤدي فيه استمرار الحرب إلى نتائج لا يمكن السيطرة عليها.”
في سياق متصل، ذكرت صحيفة الأخبار أن “الحراك السياسي الأميركي والغربي ما زال يهدف إلى استكمال ما لم تتمكن القوات المعادية من تحقيقه على الصعيد اللبناني. وتحاول الأطراف المعنية صياغة رؤية سياسية تضمن عدم تعافي المقاومة في مرحلة ما بعد الحرب واستعادة قدراتها. من ناحية أخرى، تستمر المقاومة في التمسك بمبادئها التي تهدف إلى إفشال الأهداف السياسية الاستراتيجية للحرب، من خلال عدة مسارات ميدانية وسياسية، وهو ما بدأ يتجلى في الأفق وسيظهر نتائجه قريباً.”