اغتيال يحيى السنوار تداعيات وخيارات مفتوحة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
شهدت منطقة تل السلطان في رفح حدثًا وصفه مراقبون بـ”غير المحدد”، حيث سقط يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، في اشتباك مسلح بينما كان المسؤولين الإسرائيليين يعيشون حالة من “الارتباك” بعد اكتشافهم أنه “يشبه” السنوار، قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن اغتياله. هذا الحدث يأتي بعد أن خلف السنوار إسماعيل هنية في رئاسة المكتب السياسي للحركة.
إسرائيل حاولت تبرير هذا الحادث الغامض بمحاولة الظهور بصورة أكثر تنظيمًا من خلال الحديث عن معلومات استخباراتية كانت بحوزتها. ولكن الكاتب والمحللون يعتقدون أن ما حدث يعد بمثابة دلالة على “الصدفة”، حيث تعرض أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية لاغتيال لم يكن متوقعًا.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سيؤثر اغتيال السنوار على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ الكثيرون يرون أن هذا الحادث قد يشكل نقطة تحول في الحرب الدائرة، خصوصًا وأن السنوار كان يعتبر “العقل المدبر” لهجوم “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، والذي أطلق سلسلة من الأحداث الدموية في المنطقة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن “المهمة لم تنتهِ بعد”، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العمليات العسكرية الإسرائيلية وتداعياتها في غزة ولبنان. وعلى الرغم من محاولة نتنياهو للحديث عن “أهداف جديدة”، إلا أن المحللين يرون أن الأسئلة حول التأثيرات المستقبلية تبقى مفتوحة.
يعتبر العديد من الخبراء أن السنوار لم يكن مجرد اسم عادي في صفوف حركة حماس، بل كان ملهمًا للكثيرين في الصراع. وعليه، سقوطه قد يحمل تأثيرات كبيرة على مستقبل الحركة، وقد يؤدي ذلك لتغيير المشهد في غزة.
بالنسبة لمستقبل حماس، يقول البعض إن “حماس بعد السنوار” ستختلف تمامًا عن تلك التي كانت قبل اغتياله. بينما يتحدث آخرون عن إمكانيات تصعيد الصراع وتحفيز جهود المفاوضات التي توقفت منذ وقت طويل.
في سياق آخر، يتساءل المحللون عن التأثير المحتمل لهذا الحدث على الجبهة اللبنانية، حيث أشار الحزب إلى “مرحلة جديدة” من المواجهة، مما يزيد من تعقيد الأمور. ورغم أن الحالة اللبنانية مرتبطة بشكل أو بآخر بغزة، إلا أنه يبدو أن الصراع قد تفرع وبدأ مساره الخاص.
في الختام، قد تكون مرحلة “ما بعد السنوار” مفتوحة على احتمالات متعددة. فبينما قد تمثل بداية النهاية للحرب إلى نظام قديم، قد تحمل أيضًا ختم “بداية جديدة” للحرب في صراع طويل الأمد. والتأكيد على أن الوساطات ستكون نشطة مجددًا في الأيام المقبلة، يؤكد أهمية إيجاد حل شامل للخروج من هذا الوضع المأساوي.