هددت تل أبيب بالرد قريبًا على إطلاق إيران لـ 181 صاروخًا باليستيًا تجاه إسرائيل في الأول من أكتوبر، والذي جاء ردا على اغتيال زعيمي حماس وإيران، إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
تدرس إسرائيل خياراتها لضربة محتملة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع إيران، وقد تشمل أهدافًا مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مما قد يزيد من حدة الأزمات في المنطقة.
من جانبها، تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من ردود الفعل الإسرائيلية وكبح تقدم إيران نحو امتلاك أسلحة نووية.
الأمر يستمر في ظل ظروف حساسة تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر، وتنصيب الرئيس الجديد، سواء كان كامالا هاريس أو دونالد ترامب، في 20 يناير 2025.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل قد تستهدف أهدافًا عسكرية أو منشآت نفطية، أو مواقع تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وقد أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضته للهدفين الأخيرين.
بينما تشير إيران عبر قنوات متعددة إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية المتواضعة قد تساعدها في احتواء التصعيد وتفادي تبادل الضربات، كما حدث في أبريل 2024.
في الوقت الحالي، يبدو أن إيران ليست مهتمة باندلاع حرب مباشرة مع إسرائيل.
ويبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يحاول استغلال هذه الظروف لمواصلة العمليات العسكرية ضد غزة ولبنان، مركّزًا على توجيه ضربات لإيران بوصفها القائدة للمحور المناهض.
تراقب واشنطن منذ سنوات، وبشكل خاص في الأشهر الأخيرة، تصاعد القلق من تصعيد محتمل من نتنياهو ضد إيران، خاصةً أنه قد يحاول استدراج الولايات المتحدة إلى تدخل عسكري ضد المنشآت النووية.
وقد عبّرت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عن مخاوف مشابهة في عام 2012 الأمر الذي أدى إلى إجراء مفاوضات سرية مع إيران، ما أفضى إلى اتفاق نووي عام 2015.
وفقًا للتقرير، فإن قنوات الاتصال قد تُفتح الآن بوساطة عمانية أو قطرية أو سويسرية.
كما تطرق التقرير إلى تردد نتنياهو في العام 2012 بشأن مهاجمة منشآت إيران النووية، نظرًا لاحتمال نشوب أزمة مع أوباما ومعارضة رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية.
حاليًا، يُعتبر موقف نتنياهو أقوى من حيث المساومة بسبب الظروف الحالية، مما يسمح لإسرائيل بتبرير تصعيد الأنشطة العسكرية ضد إيران.
وتشعر الإدارة الأمريكية بالقلق من تأثير تصعيد محتمل على انتخابات الرئاسة، خاصةً في ظل المخاوف من أزمة طاقة عالمية جديدة.
تزداد المخاوف في واشنطن من عدم وجود من يستطيع إيقاف نتنياهو، عقب إضعافه لوزير الدفاع يوآف غالانت في ظل المناورات السياسية الأخيرة.
كما يعاني قادة الجيش من ضغوط شديدة بسبب الإخفاقات السابقة، مما يقيد قدرتهم على مواجهة نتنياهو في مواضيع أخرى.
وبحسب التقرير، لدى بعض مستشاري نتنياهو قناعة بأن هناك فرصة سانحة لنقل الضغوط العسكرية إلى إيران، بينما يحث سياسيون من اليمين على تعزيز الضغوط ضد إيران.
يتعين على نتنياهو اتخاذ قرارات سريعة، حيث تشير التحليلات إلى صعوبة استهداف إيران في فصل الشتاء بسبب حدوث تغييرات في الأحوال الجوية.
يذكر أن إيران قد استهدفت أهدافًا عسكرية إسرائيلية حيوية بعشرات الصواريخ رداً على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله واللواء عباس نيلفوروشان.
المصدر