في تطور جديد على الساحة اللبنانية، قام الجيش الإسرائيلي بتوسيع دائرة الإنذارات الموجهة إلى المدنيين قبل تنفيذ غارات جوية تستهدف مبانٍ سكنية في مناطق مثل البقاع والجنوب، بعد أن كانت تلك الإنذارات تقتصر على الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا التحول جاء بعد سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل في الأيام الماضية.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أشار في بيان له قبل ساعات إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في رؤية تدمير المباني المدنية، مما يعكس ضغوطاً متزايدة على إسرائيل للحد من تصعيدها العسكري. يأتي هذا التصريح بعد أن ألمح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي إلى وجود ضمانة أميركية للحد من التوتر في الضاحية الجنوبية.

وحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن هذه الخطوة الإسرائيلية تُعتبر بمثابة رسالة إلى واشنطن، حيث تحاول تل أبيب إثبات أنها تتحرك بحذر أكثر عند استهداف المدنيين، وذلك في إطار سعيها لتجنب الضغوط التي أصبحت تلاحقها من مختلف الجهات الأوروبية بسبب اعتداءاتها على قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” في جنوب لبنان.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، تستمر إسرائيل في التركيز على الأهداف المدنية، خاصة في ظل فشل جيشها العسكري في تحقيق تقدم ملموس في المواجهات البرية مع “حزب الله”. بعض المصادر تتوقع أن تستغل إسرائيل هذه الإنذارات كستار لتوسيع دائرة الهجمات، مما يضغط على الحزب.

الأيام المقبلة قد تكشف المزيد حول ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في هذا السلوك، لا سيما مع تزايد الشائعات حول تحركات النازحين ومراكز الإيواء، ما يشير إلى وجود خطة شاملة تهدف إلى خلق فتنة داخلية تساهم فيها عدة جهات ترغب في إضعاف “حزب الله”.

المصادر السياسية تؤكد على أهمية مراقبة قدرة الولايات المتحدة على ضبط سلوك إسرائيل، حيث يجب أن تلعب دوراً رئيسياً في الضغط من أجل وقف إطلاق النار، خصوصاً وأنها المساند الأساسي لإسرائيل في عدوانها العسكري والمالي والدبلوماسي، كما حدث في العدوان السابق على غزة.

تطرح هذه الأوضاع تساؤلات حول إمكانية بدء نتائج فعلية لوقف العدوان، خاصة في ظل توقعات بأن تعتمد الإدارة الأميركية ضغوطاً أكبر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فالأمور لا تقتصر على توجيه الإنذارات، بل تتطلب خطوات جادة لتغيير المعادلة العسكرية.

حتى الآن، يبقى مصير العدوان مرتبطاً بنتائج المواجهات المستمرة على الحدود، لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة تستطيع في أي وقت الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، إذا رغبت في ذلك، بدلاً من متابعة دعمها للاعتداءات المختلفة.